responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية نویسنده : مختار الأسدي    جلد : 1  صفحه : 106

نعم ، اتخذ الاِمام السجاد عليه‌السلام هذا الموقف ليعمّق الشعور بالذنب لدى أهل المدينة الذين خذلوا أباه ، واكتفوا بالبكاء أو التباكي معه حين عودته أولاً ، ولكي يتحاشى الاصطدام بالحكّام الاَمويين الذين سيستهدفونه حتماً إذا أحسوا منه أي بادرةٍ أو همسةٍ للتحريض ضد حكمهم ثانياً ، ( فبقي خارج المدينة من سنة ٦١ هـ إلى نهاية سنة ٦٣ هـ وكان يسير من البادية بمقامه إلى العراق زائراً لاَبيه وجده عليهما‌السلام ولا يُشعر بذلك من فعله ) [١].

وفعلاً ، وحين أحسّ الاَمويون بتململ أهل المدينة جاءت واقعة الحرّة المعروفة التي استباح فيها مسلم بن عقبة هذه المدينة ، وأباح فيها القتل والسبي والاعتداء الوحشي ، وكأن أول ( قصاص ) غيبي حلّ بأهلها الذين لم يفعلوا شيئاً حين توديع الحسين عليه‌السلام ، إلاّ أن رمقوه بعيون منكسرة وقلوب متألمة لا تغني ساعة الموت عن الحق شيئاً ، قد جاء على يدي من سُمّي ( مُسرف بن عقبة ) هذا أو ( مجرم بن عقبة ) ، ويؤكد الشيخ المفيد في إرشاده ، أنّ مسرف بن عقبة هذا كان في بدايته لا يريد إلاّ قتل علي بن الحسين عليه‌السلام ، وحين لم يجد لقتله حجّة ، اكتفى أن أباح المدينة ثلاثة أيام بأمر يزيد ، وقد انفضّت فيها ألف عذراء ، وولد مئات الاَبناء لا يُعرف آباؤهم ، وكان من بينهن بنات ونساء صحابة ... [٢].

نعم ، اتخذ الاِمام السجاد عليه‌السلام تلك الخيمة النائية مأوىً له ، ولم يجد


[١]راجع فرحة الغري / ابن طاووس : ٤٣. والاِمام زين العابدين / المقرم : ٤٢.

[٢]راجع : دلائل البيهقي ٦ : ٤٧٥. والارشاد / المفيد : ٢٩٢. ويقول اليعقوبي في تاريخه : إنّ هذا المجرم ( أباح حرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى ولدت الاَبكار لا يُعرف من أولدهنّ ) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٥٠.

نام کتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية نویسنده : مختار الأسدي    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست