نام کتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية نویسنده : مختار الأسدي جلد : 1 صفحه : 105
إشاراته وتلميحاته
وإثاراته.
وإذا أردنا أن نضيف شيئاً جديداً ، فإنّه
لا يعدو أكثر من قراءة شبه متأنية لبعض مواقف الاِمام السجاد عليهالسلام من الظالمين
وأعوانهم ، وكذلك مواقفه من بعض الحركات الشيعية التي تفجّرت في زمانه ، وكيف
انتقل من مرحلة التقية المؤلمة إلى مرحلة المواجهة الساخنة ، لا سيّما بعد أن
استنفذ دوره التبليغي الصامت ، وارتأى أنّه لابدّ أن ينتقل من المرحلة السلبية
السرية الصامتة إلى مرحلة الاِعلان الاقتحامي الواضح ، خاصة وإنّه أدرك أن خصومه
قاتلوه لا محالة ، وأنهم لم يعودوا يستطيعون الصبر عليه ، والتغاضي عن دوره في
تأليب الاُمّة ضدهم وتحشيد غضبها وإثارة سخطها.
خيمة خارج المدينة :
لعلّ أول موقف سياسي حكيم كان على
الاِمام عليهالسلام
أن يتخذه بعد عودته إلى المدينة ، وبعد أيام من مشاعر الحداد والنحيب التي أجّجها
في نفوس أهلها ، والتي قدّر عليهالسلام
أنّها لم تتعدّ أن تكون حالات عاطفية صادقة ، تفجّرت بسبب شعورهم بالاِثم جرّاء
عدم خروجهم مع الحسين عليهالسلام
ونصرته أولاً ، وفجيعتهم بمصرع ابن بنت نبيهم ثانياً ، هو أن ينأى بعيداً عن الناس
الذين أدرك ضعفهم وخواءهم في لحظات المواجهة الساخنة مع الاَعداء ، فاتخذ خيمةً في
البادية ، واستظلّ ببيتٍ من بيوت الشعر في فيافيها مع مجموعةٍ من عياله وأهل بيته
وخلص شيعته.
نام کتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية نویسنده : مختار الأسدي جلد : 1 صفحه : 105