responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الثقافة نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 626

الْمُؤْمِنِينَ، وَ زَادَنِي أُوَاراً وَ غَلِيلًا اخْتِصَامُ أَصْحَابِكَ بِبَابِكَ. قَالَ: وَ فِيمَ خُصُومَتُهُمْ قَالَ:

فِي شَأْنِكَ وَ الْبَلِيَّةِ مِنْ قِبَلِكَ، فَمِنْ مُفْرِطٍ غَالٍ وَ مُقْتَصِدٍ قَالٍ، وَ مِنْ مُتَرَدِّدٍ مُرْتَابٍ لَا يَدْرِي أَ يُقْدِمُ أَوْ يُحْجِمُ. قَالَ: فَحَسْبُكَ يَا أَخَا هَمْدَانَ، أَلَا إِنَّ خَيْرَ شِيعَتِي النَّمَطُ الْأَوْسَطُ، إِلَيْهِمْ يَرْجِعُ الْغَالِي، وَ بِهِمْ يَلْحَقُ التَّالِي.

قَالَ: لَوْ كَشَفْتَ- فِدَاكَ أَبِي وَ أُمِّي- الرَّيْنَ عَنْ قُلُوبِنَا، وَ جَعَلْتَنَا فِي ذَلِكَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِنَا قَالَ: قَدْكَ‌[1]، فَإِنَّكَ امْرُؤٌ مَلْبُوسٌ عَلَيْكَ، إِنَّ دِينَ اللَّهِ لَا يُعْرَفُ بِالرِّجَالِ، بَلْ بِآيَةِ الْحَقِّ، فَاعْرِفِ الْحَقَّ تَعْرِفْ أَهْلَهُ.

يَا حَارِ، إِنَّ الْحَقَّ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ، وَ الصَّادِعَ بِهِ مُجَاهِدٌ، وَ بِالْحَقِّ أُخْبِرُكَ فَأَرِعْنِي سَمْعَكَ، ثُمَّ خَبِّرْ بِهِ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَصَانَةٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، أَلَا إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ، وَ صَدِيقُهُ الْأَوَّلُ، قَدْ صَدَّقْتُهُ وَ آدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَ الْجَسَدِ، ثُمَّ إِنِّي صَدِيقُهُ الْأَوَّلُ فِي أُمَّتِكُمْ حَقّاً، فَنَحْنُ الْأَوَّلُونَ وَ نَحْنُ الْآخِرُونَ، أَلَا وَ أَنَا خَاصَّتُهُ- يَا حَارِ- وَ خَالِصَتُهُ وَ صِنْوُهُ، وَ وَصِيُّهُ وَ وَلِيُّهُ، وَ صَاحِبُ نَجْوَاهُ وَ سِرُّهُ، أُوتِيتُ فِيهِمُ الْكِتَابَ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ، وَ عِلْمَ الْقُرُونِ وَ الْأَسْبَابِ، وَ اسْتُودِعْتُ أَلْفَ مِفْتَاحٍ يَفْتَحُ كُلُّ مِفْتَاحٍ أَلْفَ بَابٍ يُفْضِي كُلُّ بَابٍ إِلَى أَلْفِ أَلْفِ عَهْدٍ، وَ أُيِّدْتُ- أَوْ قَالَ: أُمْدِدْتُ- بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ نَفْلًا، وَ إِنَّ ذَلِكَ لَيَجْرِي لِي وَ لِمَنْ اسْتُحْفِظَ مِنْ ذُرِّيَّتِي مَا جَرَى اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ حَتَّى يَرِثَ اللَّهُ‌ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَيْها.

وَ أُبَشِّرُكَ- يَا حَارِ- لَيَعْرِفُنِي، وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ، وَلِيِّي وَ عَدُوِّي فِي مَوَاطِنَ شَتَّى، لَيَعْرِفُنِي عِنْدَ الْمَمَاتِ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ وَ عِنْدَ الْمُقَاسَمَةِ. قَالَ: قُلْتُ: وَ مَا الْمُقَاسَمَةُ، يَا مَوْلَايَ قَالَ: مُقَاسَمَةُ النَّارِ، أُقَاسِمُهَا قِسْمَةً صِحَاحاً، أَقُولُ: هَذَا وَلِيِّي، وَ هَذَا عَدُوِّي.

ثُمَّ أَخَذَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِيَدِ الْحَارِثِ وَ قَالَ: يَا حَارِ، أَخَذْتُ بِيَدِكَ كَمَا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِيَدِي، فَقَالَ: لِي وَ اشْتَكَيْتُ إِلَيْهِ حَسَدَ قُرَيْشٍ وَ الْمُنَافِقِينَ‌


[1] قدك: اسم فعل أمر بمعنى يكفيك.

نام کتاب : الأمالي - ط دار الثقافة نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 626
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست