والإرسال الواقع عن محمّد ) [٢] بن أبي عمير ، قيل [٣] إنه مقبول ، لأنّه لا يرسل إلاّ عن ثقة ، وصرّح به العلاّمة في النهاية [٤].
وفيه كلام من حيث إنه لو سلّم أنّه لا يرسل إلاّ عن ثقة لا يكون حجّة على غيره ؛ لجواز أنّ يكون المرسل عنه ثقة عنده على حسب ما أدّاه إليه ظنّه ، فلا يكفي المتعبّد بظنّ نفسه ؛ لجواز كون الغير لو علم ذاك المرسل عنه يظهر له ما يخالف ذلك بعد تفحّصه عن الجرح والتعديل ، كما قرّر في الأُصول ، وسيأتي لهذا مزيد بيان إنّ شاء الله تعالى [٥].
وأنت خبير بأنّ كلام الشيخ الآتي ينافي كون مراسيل ابن أبي عمير ( مقبولة مطلقا ، فدعوى العلاّمة لا بد لها من مستند يصلح للاعتماد ، مع تحقق الخلاف في مراسيل ابن أبي عمير والسبر [٦] من العلاّمة لا يكفي غيره ) [٧].
وما ذكرناه سابقا من جهة الإجماع على تصحيح ما يصح عن ابن أبي عمير لا ينبغي الغفلة عنه ، ( فإنّ كلام الشيخ هنا من أكبر المؤيدات لما قلناه ) [٨].
[١] الاستبصار ٤ : ٣٢٤ ، مشيخة التهذيب ( التهذيب ١٠ ) : ٧٢. [٢] ما بين القوسين ساقط من « فض ». [٣] انظر العدة ١ : ١٥٤. [٤] نهاية الوصول إلى علم الأُصول ، مخطوط. [٥] يأتي في ص ٢٠٨. [٦] في « فض » : في السرّ ، وفي « د » : والسير ، والظاهر ما أثبتناه. [٧] ما بين القوسين ليس في « د ». [٨] ما بين القوسين ليس في « د ».