إذا كان احتمال بقاء الكلي مستنداً إلى
قيام فرد آخر مقامه ، عند زواله وبما أنّك عرفت عدم جريانه في الصورة الأُولى ،
فعدم جريانه في هذه الصورة أوضح لما عرفت : أنّ بين زيد الخارج عن البيت وعمرو
المحتمل دخوله وحدة مفهومية ولكنّها ليست موضوعاً للاستصحاب ، وإنّما الموضوع له
هو الوحدة الخارجية. وهي غير متحقّقة ، لأنّ هناك إنسانين ، وإنسانية كلّ تغاير
إنسانية الآخر ومعه كيف يصحّ استصحابه؟
نعم لو قلنا برأي الرجل الهمداني في
الكلّي الطبيعي من أنّه واحد شخصي قائم بجميع الأفراد لكان لما ذكروه مجال ، لأنّ
الإنسانية عندئذ واحد بالعدد ، لابالنوع ، أضف إليه أنّ جريان الاستصحاب في أمثال
المورد ربّما ينتهي إلى أُمور لايلتزم بها الفقيه ، وإليك المثال :
١. لو قام من النوم واحتمل جنابته فيه
وتوضّأ ، فعلى القول باستصحاب الحدث يلزم الاغتسال ، مع أنّه لايلتزم به فقيه.
٢. لو علم أنّه مدين لزيد ، بعشرة
دنانير ، ولكن يحتمل أن يكون الدين هو ، لكن مع إضافة حُقَّة من الحنطة ، فلو أدّى
العشرة فلازم بقاء الدين باستصحابه ، لزوم أداء حُقّة من الحنطة ، مع أنّه لايلتزم
به فقيه.
الصورة الثالثة
إذا احتمل تبدّل الفرد المتيقّن ـ
حدوثاً وارتفاعاً ـ إلى مرتبة أُخرى وعدم تبدّله كما مثلنا في السواد ، ومثله
استصحاب كون الرجل كثير الشك حيث