الباقي ولا مجال
للامتثال ثانياً ، ولو أتى عدّة منهم بها دفعة يكون كلّ واحد منهم ممتثلاً وتتحقق
امتثالات لا امتثال واحد من الجميع. [١]
يلاحظ
عليه : بأنّ فيه خلطاً بين تعدد الطبيعة
وتعدد الامتثال ، أمّا الأوّل فلا شكّ فيه ، لأنّ كلّ واحد من المصاديق والافراد ،
محقق للطبيعة فزيد إنسان تام ، وعمرو إنسان تام آخر كما أفاده الشيخ الرئيس في
تحقيق أنّ وجود الطبيعة في الخارج بمعنى وجود أفرادها.
وأمّا الثاني : انّ تعدد الامتثال فهو
رهن تعدد الطلب والبعث ، حتّى يعدّ امتثال كلّ بعث امتثالاً مستقلاً ، لكن المفروض
عدمه حيث إنّ هنا بعثاً واحداً متعلقاً بالطبيعة غير المقيّد بالمرة والتكرار ،
ومعه كيف يتعدد الامتثال؟ وليس الأمر بإكرام العالم ، كالأمر بإكرام العلماء ، حيث
إنّ الأمر في الثاني ينحلّ إلى أوامر حسب عدد المصاديق ولكلّ امتثال ، بخلاف
الأوّل ، فهو أمر واحد ، متعلّق بالطبيعة المطلقة غير المقيّدة ، ومعها يكون البعث
مثلها واحداً ، كما يكون الامتثال أيضاً واحداً.
وبما ذكرنا يعلم الفرق بين المقام
والواجب الكفائي حيث إنّ البعث هناك متعدد حسب تعدد الأفراد ، فالكلّ مأمور بتجهيز
الميت ومواراته لكن لو أتى به فرد منهم سقط عن الباقي لارتفاع الموضوع أو غيره وعلى
ضوئه لو أتى به عدّة دفعة واحدة يعد الجميع ممتثلاً ، لقيام الكلّ بالخطاب
الموجَّه إليه.