بِكُمُ
الْعُسْر)[١] ولكن لا
يصحّ أن يقال يطلب اللّه منكم اليسر ولا يطلب منكم العسر.
قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ». [٢] فلا يقوم مكانه الإرادة ، بأن يقال
إرادة العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة.
٢. تستعمل الإرادة فيما إذا كان المراد
قريب الوصول غير محتاج إلى مقدمات كثيرة ، بخلاف الطلب فانّه السعي الذي يكون
الوصول إلى المطلوب رهن مقدّمات كثيرة.
٣. الإرادة أمر قلبي جانحي ، والطلب أمر
خارجي جارحيّ.
ومع هذه الاختلافات كيف يمكن ادّعاء
الترادف بين اللفظين ، وانّهما متحدان مفهوماً.
وأمّا المرحلة الثانية : مرحلة الإنشاء
والاعتبار فالمشكلة فيها تكمن في أنّ الأُمور الاعتبارية ، بما أنّها أُمور عرفية
ترجع حقيقتها إلى جعل مثال لأمر خارجي ملموس كالزوجية والمالكية ، وأمّا الأُمور
البعيدة عن الحسّ القائمة بالنفس كالإرادة ، فلا تمس الحاجة إلى جعل فرد اعتباريّ
منها حتى يسمّى بالإرادة الإنشائية أو بالترجّي أو التمنّي الإنشائيين ، بل غاية
ما يطلبه العقلاء في تلك الموارد ، إظهارها وإبرازها.
وأمّا الطلب فلا مانع من جعل فرد انشائي
يقوم مقام فرد تكويني ، فانّ الإنسان ربّما يطلب خروج زيد من البيت ، فتارة يقوم
بالتكوين ، فيأخذه بيده ويُخرجه منه ، وأُخرى بإنشاء ذلك الأمر التكويني ،
بالإشارة باليد أو الحاجب ، أو التكلّم بلفظ أخرج.