الحال في عامّة
الإنشائيات ، فانّ الزوجية الحقيقية غير قابلة للإنشاء ، بل القابل له ، هو
الاعتباري المنتزع من الحقيقي بنوع من التشبيه.
وكذا الرئاسة ، فمنها تكويني وقد منح
اللّه سبحانه الرأس تدبير الأعضاء فهو يدير ويدبّر تكويناً ، ومنها اعتباري وهو
المدير المنصوب لإدارة مجتمع خاصّ ، يأمر وينهى.
والتكويني من كلّ هذه الأُمور ، رهن
علّة تكوينية ، فاللّه سبحانه خلق العين والأُذن زوجين ، بخلاف الاعتباري منه ،
فهو رهن ترتّب غرض عقلائي لاعتباره وفرضه ، فالرجل الهندي يتزوج امرأة إيرانية ،
وبينهما من حيث الموطن والثقافة ، بعد المشرقين ، لكن الاعتبار يفرضهما زوجين
يتساهمان في الحياة حلوها ومرّها.
ونظير ذلك ، الإرادة ، فمنها حقيقيّة
تتجلّـى في الذهن بعد مقدّمات ، من تصوّر الشيء المراد والتصديق بفائدته ، والميل
إليه ، و ... إلى أن تنتهي تلك الأُمور إلى استتباعها حركة العضلات ، نحو إنجاز
العمل أو نحو الأمر به فالإرادة التكوينية ، رهن علّة تكوينية توجب ظهورها على لوح
النفس.
كما أنّ منها قسماً إنشائياً ، يفرض
لأجل ترتب غرض عقلائي عليه فقول المولى : « افعل » أو آمرك بكذا إنشاء للإرادة
باللفظ على غرار الإرادة التكوينية ، غير انّها تفترق عن الثانية ، انّ الإرادة
الحقيقية أمر واقعي ظاهر على لوح النفس ، بخلاف الأُخرى فهي صرف اعتبار وفرض.
وعلى ضوء ذلك فالطلب والإرادة كفرسي
رهان في عامّة المجالات والمظاهر من حيث المفهوم والمصداق والإنشاء.
الف : فالطلب والإرادة يتّحدان مفهوماً
وبينهما من الحمل ، الحمل الأوّلي.
ب : الطلب والإرادة يتّحدان مصداقاً ،
فالظاهر في لوح النفس طلب وإرادة بالحمل الشائع.