مختلفة ، فالمبدأ هو
الذي يتجلّى بصور وأشكال مختلفة ، وليس هناك تلاعب بالذات ولا صياغتها بأشكال
مختلفة ، وما هذا شأنه لا يمكن غض النظر عنه عند الاستعمال ، فانّ القول بكونه
حقيقة فيمن انقضى عنه المبدأ أشبه بغض النظر عنه عند الاستعمال.
وبعبارة أُخرى : انّ النسبة تتوقف على
أمرين : الذات ، والحدث. والواضع يصبّ اهتمامه على طروء النسب المختلفة على المبدأ
عند نسبته إلى الذات ، فالمحور هو الذات ، لكن وجود الذات ضروري لا لكونه محوراً
بل لأجل انّ النسبة قائمة بالطرفين.
أدلّة القائلين
بالوضع للمتلبّس
استدلّ القائلون بالوضع للمتلبّس بوجوه
:
الأوّل
: التبادر ، إذ المرتكز عند أهل اللسان عند إطلاق المشتق هو المتلبّس بالمبدأ لا
من هو كان متلبّساً ، فإذا قيل : صلّ خلف العادل ، أو أدّب الفاسق ، أو إذا قيل :
لا يصلّين أحدكم خلف المجذوم والأبرص والمجنون ، أو إذا قيل : الاعرابي لا يؤم
المهاجرين. [١]
لا يفهم منه إلاّ المتلبّس بالمبدأ ، وهذا هو الظاهر في اللغات الأُخرى.
وبما أنّ النزاع في كون المشتق حقيقة في
المتلبّس أو الأعم فيما إذا يتصور له الانقضاء ويتصور له الاستمرار ، وعلى ذلك
فخرج الاستدلال بلفظ « الممكن » على القول بالأخص لعدم تصوّر الانقضاء فيه ، كما
خرج الاستدلال بالسارق والزاني على القول بالأعم إذ لا يتصوّر فيه الاستمرار.
[١] الوسائل : ٥ ،
الباب ١٥ من أبواب صلاة الجماعة ، الحديث ١.