وهذا الاحتمال لا ينسجم مع عنوان البحث
لاستلزام أن يكون اللفظ « في الحال » أمراً زائداً حيث إنّهم عنونوا البحث بالشكل
التالي وقالوا : « هل المشتق حقيقة في خصوص ما تلبّس بالمبدأ في الحال أو فيما
يعمّه » ولا معنى لقولنا : « تلبّس بالمبدأ في حال التلبس » لأنّ المتلبّس بالمبدأ
يتلبّس في حال التلبّس.
الثالث
: انّ المراد زمان الجري والنسبة.
وهذا هو الذي اختاره المحقّق الخراساني
وغيره ، وحاصله : أنّه موضوع للمتلبّس بالمبدأ في ظرف النسبة ، فلو كان ظرف التلبس
موافقاً لظرف النسبة فهو حقيقة وإلاّ فهو مجاز ، فإذا قلت : زيد ضارب غداً ، فلو
أردت أنّ المتلبّس بالضرب غداً ، ضارب غداً يكون حقيقة ، ولو أُريد انّ المتلبّس
بالضرب غداً ، ضارب فعلاً فهو مجاز. [١]
يلاحظ عليه بأُمور :
الأوّل
: انّ مدلول المشتق بسيط ووضعه للمتلبّس في حال الجري وزمان النسبة يستلزم كونه
مركّباً ودالاً على الزمان تضمناً ، وهو لا يجتمع مع كونه بسيطاً.
الثاني
: انّ ما ذكره إنّما يتمشّى في الجمل الإخبارية ، وأمّا الجمل الإنشائية مثل قولك
: « أكرم العالم » لأنّ الجمل الإنشائية لا تدلّ على الزمان حتى يقال : إذا طابق
زمان التلبّس مع زمان النسبة فهو حقيقة وإلاّ فهو مجاز.
الثالث
: وهو بيت القصيد في المقام أنّ النزاع في مفاهيم المفردات ومعاني الكلمات وانّ
لفظ المشتق بما هو هو ـ مع قطع النظر عن كونه مبتدأ أو فاعلاً أو مفعولاً ـ هل هو
موضوع للمتلبّس أو موضوع للأعم؟
والنسبة والجري وتطابق زمان التلبّس مع
زمان الجري يوجب أن يكون