نام کتاب : أربع رسائل كلاميّة نویسنده : الشهيد الأول جلد : 1 صفحه : 174
الأوّل ، وهذا هو
قياس الخلف الذي عرّفه المنطقيّون بأنّه : إثبات المطلوب بإبطال نقيضه. والخلف هو
المحال. يقال : « سكت ألفا ونطق خلفا » [١].
وتقريره هنا : لو
صحّ شيء من المذاهب الأخيرة لزم المحالات الآتية ذكرها ، وما استلزم المحال فهو
محال ، فالمذاهب الأخيرة محال ، فإذا بطلت ثبت نقيضها وهو المطلوب.
وأنا
أقول : إنّه لا تناقض
بين المذاهب الأربعة ؛ لجواز الخلوّ منها أجمع ، ويكون الوجه شيئا آخر لا نعلمه ،
ولا يلزم من عدم العلم به عدمه. ويجوز الجمع ؛ لعدم المنافاة بينها ؛ إذ يجوز
اشتمال كلّ عبادة على كلّ واحد منها ، والنقيضان لا يجتمعان ، ولا يرتفعان.
وقد أبطلوا مذهب
الأمر والنهي بأمرين اثنين :
[ الأمر ] الأوّل قولهم : مذهب الأمر والنهي بناء على ما سلف ، يعنون به هدم
تحسين العقل وتقبيحه ، وهدم تعليل أفعاله تعالى بالأغراض ، وأنّه لا وجه للفعل
يوجب حسنه أو قبحه.
قالوا : ونحن نقول : إنّهما فرع الوجه ، فلا يكونان مؤثّرين فيه
، يعنون الأمر والنهي فرع الوجه ، فإنّه لو لا اشتمال الواجب على الرجحان في نفسه
والحرام على المرجوحيّة ، لمكان تعلّق الأمر بالأوّل والنهي بالثاني ترجيحا من غير
مرجّح ، فظهر بذلك فرعيّتهما على الوجه فلو أثّر في إسقاطه لسقطا ؛ إذ كلّ فرع عاد
على أصله بالإبطال عاد على نفسه به.
وأقول : للأشعري منع امتناع الترجيح بلا مرجّح من المختار ،
فيسقط المبنى ، فيسقط الوجه ، فيسقط الفرع.
الأمر
الثاني : لو لا الوجه لجاز الانقلاب المذكور أيضا ، وهو محال عندهم.
[١] في المستقصى في
أمثال العرب ٢ : ١١٩ / ٤١٥ : « سكت ألفا ونطق خلفا : أي رديئا. أطال رجل الصمت عند
الأحنف حتّى أعجبه ، ثمّ تكلّم فقال له : يا با بحر! أتقدر أن تمشي على شرف المسجد؟
فقال ذلك ».
نام کتاب : أربع رسائل كلاميّة نویسنده : الشهيد الأول جلد : 1 صفحه : 174