responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 8  صفحه : 70

مخاطبة العدو بهذا الخطاب ويأمرهم بدلًا من ذلك بنقد أعمالهم القبيحة وصفاتهم الذميمة وإتمام الحجّة عليهم ولتكون أبلغ في التأثير كما تسلب العدو ذريعة المعاملة بالمثل، ولدينا الكثير بخصوص السبّ واللعن نتركه لمبحث التأملات.

ثم واصل الإمام عليه السلام كلامه من خلال بيان المصداق الواضح ليعلمهم كيفية التعامل مع العدو في مثل هذه الحالات فقال: «وَقُلْتُمْ مَكَانَ سَبِّكُمْ إِيَّاهُمْ: اللهمَّ احْقِنْ‌ [1] دِمَاءَنَا وَدِمَاءَهُمْ، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَبَيْنِهِمْ، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مَنْ جَهِلَهُ، وَيَرْعَوِيَ‌ [2] عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مَنْ لَهِجَ‌ [3] بِهِ».

فالإمام عليه السلام أورد بهذه العبارة العميقة ثلاثة أدعية أو بعبارة أخرى كانت له ثلاث طلبات:

الاولى: إطفاء نار الحرب وحقن دماء الطرفين.

الثاني: إشاعة الصلح والسلام بالإضافة إلى وقف الحرب وأن يتحد المسلمون.

الثالثة: يبعد عنهم الضلال الذي أصابهم وحال دون بلوغهم الحق؛ فيتعرّف الجهلة على الحقّ ويكفّ أهل الحق عن مناهضته.

وتكشف هذه الأدعية بجلاء عن مدى سعة صدر الإمام عليه السلام ورأفته ورحمته حتى بأعدائه، ورغم كلّ تلك الجنايات التي إرتكبوها بحقّ الإمام وأصحابه فلا ينطق بأدنى‌ ما يكشف عن غضبه وانتقامه، وينهى حتى صحبه عن سبّ العدو والتعرض له.


[1]. «احقن» من «الحقن» على وزن «الحمد» تعني في الأصل حفظ الشي‌ء وإذا استعملت بشأن الدماء عنت منع‌إراقة الدماء.

[2]. «يرعوى» من «رعو» على وزن «رعد» بمعنى الامتناع والعودة عن الفعل. جدير ذكره أنّ المفردة «رعو» تستعمل أحياناً بصيغة الرباعي (رعوى على وزن دعوى‌) وتفيد نفس المعنى السابق وقال بعض أرباب اللغة المفردة: «ارعوى» من المفردات النادرة ولم يشاهد مثلها في صيغ الأفعال المعتلة. للمزيد راجع «لسان العرب» مادة «رعو».

[3]. «لهج» من مادة «لهج» على وزن «هرج» بمعنى التعلق والولع بالشي‌ء والحرص عليه.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 8  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست