مضمون هذه الخطبة واضح. فلما حاصر المسلمون عثمان في بيته سنة 35 ه وطالبوا
بعزله من الخلافة، هتفت الجماعة أنّ الخلافة حق علي بن أبي طالب، فرأى عثمان ابعاد
علي عليه السلام عن المدينة لمصادرة ذلك الهتاف، لذلك اقترحه على الإمام عليه
السلام هذا في الوقت الذي اقترحه سابقاً على الإمام عليه السلام ففعل.
ثم كتب للإمام عليه السلام بالعودة والدفاع عنه. فلما عاد اقترح عليه التوجه
إلى ينبع
[1]. «هتف» المناداة والصراخ والمراد
هنا أنّ الامّة كانت تنادي بخلافة علي عليه السلام وقيل: «هتف» تعني الصوتالذي
يسمع ولا يعرف قائله.
ذكر ابن عبد ربه بعض هذا الكلام في «العقد الفريد» وكتب أنّ عليّاً عليه
السلام خرج من المدينة وذهب إلى ينبع (ينبع موضع قرب المدينة قرب البحر الأحمر
الذي كان آنذاك بعضه لعلي وأوقفه) لكن عثمان كتب كتاباً آخر بعد مدّة قصيرة وطلب
منه الرجوع إلى المدينة (ويدافع عنه) ثم قال صاحب كتاب نهج البلاغة: ذكر ذلك أيضاً
المبرد في «الكامل» وابن قتيبة في «الإمامة والسياسة». (مصادر نهج البلاغة، ج 3، ص
189).