دعا الإمام عليه السلام هنا الجميع بما فيهم الوالي والرعية لما فرغ من الوصية
بشأن حق الوالي والرعية بالتعاون مع بعض، ثم أشار إلى ثلاثة أمور اجتماعية مهمّة
فقال في القسم الأوّل: «فَعَلَيْكُمْ
بِالتَّنَاصُحِ فِي ذلِك، وَحُسْنِ التَّعَاوُنِ عَلَيْهِ».
ثم اتّجه صوب الأمور الثلاثة المهمّة فقال بادئ الأمر- بغية عدم اغترار
الأفراد وأن لايظنّوا أنّهم أتوا بوظيفتهم بهذا الخصوص بأحسن وجه ويتوقفوا
بالنتيجة عن الحركة- «فَلَيْسَ أَحَدٌ وَإِنِ
اشْتَدَّ عَلَى رِضَى اللَّه حِرْصُهُ، وَطَالَ فِي الْعَمَلِ اجْتِهَادُهُ
بِبَالِغٍ حَقِيقَةَ مَا اللَّه سُبْحَانَهُ أَهْلُهُ مِنَ الطَّاعَةِ لَهُ.
وَلكِنْ مِنْ وَاجِبِ حُقُوقِ اللَّه عَلَى عِبَادِهِ النَّصِيحَةُ بِمَبْلَغِ
جُهْدِهِمْ، وَالتَّعَاوُنُ عَلَى إِقَامَةِ الْحَقِّ بَيْنَهُمْ».
وهذا أصل كلّي أنّ الإنسان إن رضي تماماً عن عمله ولم ير فيه نقصاً وخللًا،