responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 8  صفحه : 180

تأمّل: الثواب استحقاق أم تفضّل؟

ورد هذا البحث لدى علماء الكلام منذ القدم، هل الثواب الإلهي استحقاق أم تفضّل؟ بمعنى إن أطاع العباد أوامر اللَّه فهل على اللَّه إثابتهم، وإلّا كان ذلك قبيحاً عليه؟ أم ليس للعباد أي‌شي‌ء على اللَّه إن إمتثلوا أوامره وتركوا نواهيه، وإن أثابهم فمن باب اللطف والرحمة، وإلّا كان عين العدل؟

قال بعض المتكلمين الذين يميلون لمذهب الأشاعرة بالتفضّل بينما ذهب مذهب الاعتزال للقول بالاستحقاق.

يرى القائلون بالاستحقاق أنّ إلزام العباد بالطاعة يتضمن مشقّات، فإن كان الإلزام هدفاً فهو ظلم وقبيح ولا يصدر من الحكيم، وإن كان له هدف فليس ذلك الهدف سوى الثواب الجميل، وعليه إن لم يعط اللَّه الثواب استلزم القبح المحال على اللَّه، أمّا القائلون بالتفضّل فيقولون: إنّ اللَّه غمرنا بالنعم لو فنينا أعمارنا في طاعته لم نؤد شكر جزء من نعمه، وعليه فلا نستحق منه شيئاً ليلزم بإعطائه.

إلّا أنّ المذهبين كأنّهما غفلًا نقطةً الالتفات إليها يكشف النقاب عن هذه المسألة ويجلي الحق، وهي أنّ استحقاق الثواب حين يقدم أحد خدمة لآخر فيتوقع عليها الأجر والثواب، بعبارة أخرى، قال المذهبان بالثواب أو ما يشبهه على طاعة أوامر اللَّه؛ فالمذهب الأوّل يقول: إنّهم تلقوا أجرهم من قبل بصيغة نعم إلهية، والثاني يرى أنّهم لابدّ أن يحصلوا عليه لاحقاً.

والحال نعلم أنّ لجميع الأوامر والنواهي مصالح تعود لنفس المكلفين، فالصوم والصلاة والحج والجهاد سبب صفاء الروح وتكامل النفس والعزّة والرفعة وترك الذنب والغيبة والخمر والقمار ينقذهم من المفاسد والانحرافات، وعلى هذا الأساس فإنّ المكلفين إنّما يخدمون أنفسهم في الطاعة وترك المعصية، فهل لهم أن يروا لأنفسهم أجراً على اللَّه إزاء خدمتهم لأنفسهم؟!

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 8  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست