responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 90

لقد أعد الحكيم سبحانه بمقتضى قدرته وعلمه كافة أسباب الحياة ومتطلبات العيش والوسائل التي يحتاجها الإنسان قبل خلقه؛ الأمر الذي أشارت الخطبة إلى‌ جانب منه، ومن ذلك استقرار الأرض، فلو كانت القشرة الأرضية في حالة حركة لتعذرت الحياة عليها، و الآخر توفير الهواء بهذه الصورة الواسعة حيث يعتبر مادة الحياة في السفر والحضر وفي البيت وخارجه وفي اليقظة والمنام وهو معه أينما كان، وتوفير المياه والعيون وجعلها تحت تصرف الإنسان، إلى جانب نزول الأمطار التي تروي كافة المواضع المرتفعة والعالية وترويها بالمياه، وهذا ما سيأتي ذكره فى الأقسام القادمة من الخطبة.

وظهور الجبال التي تلعب دوراً مهما في حياة الإنسان، بل يمكن القول أنّ الحياة البشرية مهددة بالاخطار لولا هذه الجبال للأسباب التالية.

أولًا: دورها في الحيلولة دون اضطراب الأرض بفعل الضغط الداخلي.

ثانياً: الحيولة دون عدم استقرار الأرض إثر الضغط الخارجي الناجم عن جاذبية الشمس والقمر وظاهرة المد والجزر الناشئة عنهما.

ثالثاً: كونها الملجأ الأمن ازاء العواصف التي تهدد كل مقومات وعناصر حياة الإنسان.

رابعاً: وسيلة لايقاف السحب ونزول الأمطار.

خامساً: عامل مهم لادخار المياه بصورة صقيع متراكم في سطحها الخارجي بحيث تتحول بالتدريج إلى ماء طيلة السنة.

سادساً: موضع للآبار الجوفية التي تختزن في حفر عظيمة داخلها وتجري كعيون.

سابعاً: تمنع الاصطدام الشديد للهواء بطبقة الأرض.

ثامناً: تجعل الأرض قابلة للاستفادة العملية، وبالنظر لاختلاف درجات حرارة وسط الجبال ونقاطها العلوية والسفلية فانها توفر مناخاً مناسباً لنمو مختلف النباتات والمحاصيل.

تاسعاً: انها مراكز للمعادن العظيمة التي تلعب دوراً مهما في حياة الإنسان.

عاشرا: يستخرج منها بعض المواد المهمّة في البناء ولاسيما الحجر.

ومن هنا عدها القرآن الكريم من النعم العظيمة ذات الفوائد الكثيرة، فقال‌ «وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الَّثمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ» [1].


[1] سورة الرعد/ 3.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست