responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 85

الكرات السماوية) على المادة المذابة الاولى كان سببا لاستقرارها بالتدريج وكبح جماحها واضطرابها. كما يحتمل أن تكون هذه العبارات إشارة إلى‌ الأمطار والسيول في بداية ظهور الكرة الأرضية، بحيث شكلت محيطات متلاطمة، إلّاأنّ هذه الأمواج أخذت بالاستقرار نسبياً على سطح المحيطات بفعل الجاذبية الأرضية. حتى أخذت تظهر اليابسة، من هنا قال لاحقابان الأرض قرت وظهرت يبوستها شيئاً فشيئاً وحد من حركات الماء حتى سكن وقر في مكانه‌

«وسكنت الأرض مدحوة [1] في لجة تياره، وردت من نخوة بأوه‌ [2] واعتلائه،

وشموخ‌ [3] أنقه، وسمو غلوائه‌ [4] وكعمته‌ [5] على كظة [6] جريته‌ [7] فهمد [8] بعد نزقاته‌ [9]، ولبد [10]

بعد زيفان‌ [11] وثباته‌ [12]»،

وهكذا خمدت العواصف الاولى‌ وقطعت الأمطار والسيول ثم هدأت تلك الامواج، فتأهبت الأرض لتقبل الحياة عليها، وهذا ما أشار إليه الإمام عليه السلام في المقطع القادم. وهنا لابدّ من القول بانّ بعض شرّاح نهج البلاغة ذهبوا إلى‌ أنّ الماء قد وجد قبل خلق الكرة الأرضية، إلّاأنّه كما أشير سابقاً أنّ التعبير بالماء يمكن أن يكون إشارة إلى المواد المذابة السيالة التي وجدت قبل ظهور السماء والأرض.


[1] «مدحوة» من مادة «دحو» بمعنى مبسوطة.

[2] «بأو» على وزن نحو الكبر والزهو والفخر.

[3] «شموخ» بمعنى الكبر والغرور.

[4] «غلواء» من مادة غلو النشاط و الطموح و تجاوز الحد.

[5] «كعم» من مادة «كعم» على وزن طعم، كعم البعير شد فاه لئلا يعفى أو يأكل، وما يشد به كعام.

[6] «كظة» بالكسر ما يعرض من امتلاء البطن بالطعام، ويراد بها هنا ما يشاهد في جري الماء من ثقل الاندفاع.

[7] «جرية» بمعنى الجريان.

[8] «همد» من مادة «همود» بمعنى اخماد حرارة النار.

[9] «نَزَقات» من مادة «نزق» الخفة والطيش.

[10] «لبد» من مادة «لبود» الوقوف في مكان.

[11] «زيفان» التبختر في المشية.

[12] «وثبات» جمع «وثبة» القفز وقد وردت في العبارة بمعنى حركة الأرض الشديدة في الأيام الاولى.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست