الكرات السماوية) على المادة المذابة الاولى كان سببا لاستقرارها بالتدريج
وكبح جماحها واضطرابها. كما يحتمل أن تكون هذه العبارات إشارة إلى الأمطار
والسيول في بداية ظهور الكرة الأرضية، بحيث شكلت محيطات متلاطمة، إلّاأنّ هذه
الأمواج أخذت بالاستقرار نسبياً على سطح المحيطات بفعل الجاذبية الأرضية. حتى أخذت
تظهر اليابسة، من هنا قال لاحقابان الأرض قرت وظهرت يبوستها شيئاً فشيئاً وحد من
حركات الماء حتى سكن وقر في مكانه
«وسكنت الأرض مدحوة [1] في لجة
تياره، وردت من نخوة بأوه [2] واعتلائه،
وشموخ [3] أنقه،
وسمو غلوائه [4]
وكعمته [5] على
كظة [6]
جريته [7] فهمد [8] بعد نزقاته [9]، ولبد [10]
وهكذا خمدت العواصف الاولى وقطعت الأمطار والسيول ثم هدأت تلك الامواج،
فتأهبت الأرض لتقبل الحياة عليها، وهذا ما أشار إليه الإمام عليه السلام في المقطع
القادم. وهنا لابدّ من القول بانّ بعض شرّاح نهج البلاغة ذهبوا إلى أنّ الماء قد
وجد قبل خلق الكرة الأرضية، إلّاأنّه كما أشير سابقاً أنّ التعبير بالماء يمكن أن
يكون إشارة إلى المواد المذابة السيالة التي وجدت قبل ظهور السماء والأرض.