responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 77

ولو استعظموا ذلك لنسخ الرجاء منهم شفقات وجلهم»

فالعبارة درس عظيم لكافة الأفراد في استصغار أعمالهم عند اللَّه، وذلك أنّهم إذا أكبروا هذه الأعمال تعلقوا بها وازداد أملهم بها فيفتروا في سعيهم؛ الأمر الذي يسلبهم خوف اللَّه الذي يعتبر من أحد العوامل المهمة للحركة نحو الكمال. وبغض النظر عما سبق فما عساناً أن نكون وما أعمالنا التي تليق بساحة الربوبية المطلقة. كان الحديث في بعض الصفات السابقة عن عدم اعجاب الملائكة بأعمالها ونفسها، وجرى الحديث هنا عن تأثير الاعجاب في تغلب الرجاء على الخوف؛ الأمر الذي يصد أصحاب الحق عن مواصلة مسيرتهم و يمنعهم من التكامل، وذلك لأنّ الإنسان إذا شعر بكبر أعماله عند اللَّه، راوده الشعور بانه دائن، ومن رأى‌ نفسه دائنا اكتفى بما أتى من أعمال وتخلف عن سلوك سبيل التكامل.

ثم واصل عليه السلام كلامه بالحديث عن سائر خصائص الملائكة التي يحتاجها الإنسان بشدة، ومنها عدم اختلافهم في ربّهم، ثم يعزى الإمام عليه السلام هذا الاختلاف إلى الوساوس الشيطانية أحيانا، أو الرذائل الأخلاقية أحياناً اخرى‌. فقال عليه السلام:

«لم يختلفوا في ربّهم باستحواذ الشيطان عليهم»

فالعبارة تحمل رسالة واضحة للجميع، وهى أنّ مصدر اختلاف المذاهب والأديان إنّما يعود بالدرجة الأساس إلى‌ الوساوس الشيطانية، وذلك لأنّ الاختلاف- لاسيما إن كان عقائدياً- إنّما يفضي لأنواع النزاعات والحروب والاضطرابات؛ الأمر الذي يهدد مصيرالإنسان ويقضي على سعادته. ثم أشار عليه السلام بعد ذلك إلى العوامل الداخلية والرذائل الأخلاقية التي تؤدي إلى الاختلاف، وإن التعامل السيى‌ء لم يفرق هذه الملائكة، ولم يبعدها الحسد عن بعضها، كما أن الشك والترديد لم يفرقها ويشتت أمرها:

«ولم يفرقهم سوء التقاطع، ولاتولاهم عن التحاسد، ولاتشعبتهم مصادر الريب، ولا اقسمتهم أخياف‌ [1]

الهمم»

فالواقع هو أنّ عمدة عوامل الاختلاف قد بينت في هذه العبارات القصيرة. فلو تعامل الأفراد مع بعضهم البعض الآخر بشكل صحيح وفق معايير الادب، لحيل دون أغلب‌


[1] «أخياف» من مادة «خيف» على وزن هدف و هو في الأصل ما انحدر من سفح الجيل، و اريد به هنا سواقطالهمم. و تعني إختلاف العينين مثلًا واحدة زرقاء و أخرى سوداء، ثم أطلقت على كل إختلاف.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست