responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 48

شرج بمعنى الشق. فانّ مفهوم الجملة المذكورة هو أنّ اللَّه ضغط تلك الكتلة العظيمة للدخان.

ثم أدال الشقوق وربط أطرافها مع بعضها، وكأنّ هذه الشقوق كالصناديق التي تغلق مقابضها وتوصل مع بعضها لحفظ ما فيها. والعبارة تتفق و ما توصل إليه العلم الحديث الذي صرح بضغط كتلة الغاز بفعل الجاذبية الداخلية. ثم واصل كلامه عليه السلام حول فصل السموات عن بعضها وفتح أبوابها المؤصدة (وقد جعل مسافة بينها)

«وفتق بعد الارتقاء صوامت أبوابها».

ولعل هذه العبارة إشارة إلى‌ ما توصل إليه العلماء الذين يعتقدون أنّ تلك الكتلة الغازية الهائلة قد شهدت انفجارا داخليا عظيما لتتلاشى وتظهر منها الكواكب والمجرات. وعلى‌ ضوء الفرضية الاخرى فان بعض أجزائها أخذت بالانفصال عن البعض الآخر إثر حركتها الدورانية الشديدة والقوة الطاردة عن المركز، فابتعدت عن بعضها البعض في هذا الفضاء لتتشكل منها الأجرام السماوية. فقد قال القرآن الكريم بهذا شأن‌ «أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمواتِ وَالأَرضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما» [1].

ثم أشار في العبارة الرابعة إلى‌ خلق الشهب السماوية (التي تشاهد في السماء على هيئة خطوط من النور تتحرك بسرعة) ثم تنطفئ، فقال عليه السلام:

«وأقام رصدا من الشهب الثواقب على نقابها» [2]

. لابدّ من الالتفات هنا إلى‌ أنّ الرصد على‌ وزن الصدف ذات معنى مصدرى في الأصل وتعنى الاستعداد والتأهب لمراقبة الشي وحراسته. كما تطلق على‌ الفاعل وتستخدم في المفرد والجمع. ونقاب جمع نقب بمعنى الطريق أو الفاصلة بين شيئين. وعليه فالعبارة تعنى أنّ اللَّه زود طرق السموات بهذه الشهب لتحول دون نفوذ الشياطين إلى‌ السموات؛ الأمر الذي أشير إليه كرارا في عدة آيات من القرآن الكريم، ومن ذلك الآية الثامنة من سورة الصافات‌

«لايسمعون إلى‌ الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحوراً ولهم عذاب واصب إلّامن خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب»،

فالذي يستفاد إجمالًا من هذه الآيات وسائرها الواردة


[1] سورة الأنبياء/ 30.

[2] المراد بالرؤية هنا تلك التي تحصل عن طريق الفكر والتأمل، لا عن طريق المشاهدة الحسية؛ وذلك لأنه لم يكن الإنسان في ذلك الزمان كما احتمل في تفسير هذه الآية ان المراد من رتق السموات عدم وجود المطر ونمو النباتات، والمراد بفتقها هو نزول المطر ونمو النباتات.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست