responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 406

والثالث أنّه أكثر لوماً عند اللَّه من الجاهل الحائر، لأنّ الحجة عليه أتم من غيره. ومن هنا ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:

«يغفر للجاهل سبعون ذنباً قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد» [1]

. بل يتعذر قبول توبة هذا العالم الذي لاعمل له. فقد صرح القرآن الكريم قائلًا:

«إِنَّما التَّوْبَةُ عَلى‌ اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ...» [2].

تأمّل: عاقبة العالم غير العامل‌

الناس على أربع: عالم، جاهل مقصر، جاهل مقصر بسيط وجاهل مركب. فالعالم من يعلم المطلب على نحو الاجمال أو التفصيل؛ أي قد يكون له أحياناً علم اجمالي بالشي‌ء، وقد يكون له أحياناً اخرى علم تفصيلي. فهو يعلم مثلا على‌ نحو الإجمال أنّ المسكر حرام وله أضرار على‌ جسم الإنسان وروحه. أو أنّه رأى‌ على نحو التفصيل أدلة حرمة المسكر وقد درس الآثار الضارة له على كل عضو من أعضاء البدن.

والجاهل القاصر من لايعلم، وليس له من سبيل إلى‌ العلم، وربّما كان بعيداً عن مراكز العلم فانغمس في الغفلة والسهو.

والجاهل المقصر من له سبيل إلى‌ العلم، إلّاأنّ الكسل والإهمال لم يدعه يتجه إلى‌ العلم، فيبقى في جهله، مع ذلك فهو يعلم بجهله!

أي يدري أنّه لايدري.

وأمّا الجهل المركب فهو من جهل ولايدري أنّه في جهل. بل بالعكس يظن أنّه عالم وما يفهمه من الامور هو عين الواقع، وبعبارة اخرى‌ فهو: لايدري أنّه لايدري.

ويبدو أنّ الخطر والمسؤوليته التي تتوجه إلى‌ الجاهل القاصر أقل من غيرها بالنسبة للطوائف الأربع، ويأتي بعده الجاهل المقصر ثم الجاهل المركب؛ الذي قد يدفعه جهله المركب لايجاد بعض المشاكل لنفسه والآخرين. إلّاأنّ الأخطر من الجميع هو العالم.


[1] الكافي 1/ 47 ح 1.

[2] سورة النساء/ 17.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست