responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 405

المراحل التي تشكل الدف الأصلي للقرآن. وقد عبرت العبارة الاولى عن القرآن على أنّه أحسن الحديث، والعبارة الأخيرة أنفع القصص. فالحديث ما يصدر من المتحدث من كلام (لأنّ الحديث من مادة حدوث ويطلق على الكلام الحديث لأنّه حادث باستمرار) فالمفهوم أنّ القرآن أفضل كلام بين الناس، من حيث الفصاحة والبلاغة، ومن حيث المحتوى والمضمون، والواقع هو أنّ العبارة إشارة إلى‌ الآية الشريفة: «اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ» [1].

أمّا أحسن القصص فقد ذهب بعض شرّاح نهج البلاغة إلى‌ أنّ المراد بها المجموعة القرآنية بما فيها الآثار والنتائج العلمية للقرآن التي تتحصل في ظل اجراء الأحكام والتعاليم القرآنية.

ومن هنا وردت الإشارة في آخر الخطبة إلى‌ نقطة مهمّة بالنسبة للعالم الذي لاعمل له، واولئك الذين يتلون القرآن ولايعملون به، إذ قال عليه السلام:

«إنّ العالم بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لايستفيق‌ [2] من جهله، بل الحجة عليه أعظم، والحسرة ألزم، وهو عند اللَّه ألوم‌ [3]».

فالعبارة تشتمل على تشبيه رائع للعالم بلا عمل (أو بتعبير الإمام عليه السلام العالم الذي لايعمل بعلمه) يفيد أنّ مثل هذا العالم أقل درجة في الواقع من الجاهل العادي. بل هو كالجاهل الحائر الذي لايفيق من جهله قط، فليس هنالك من أمل في هدايته؛ وذلك لأنّه يسير عن علم على‌ الطريق الاعوج، ومن هنا فان اللَّه سبحانه يسلبه توفيق الهداية فيفقد صوابه في هذه الحيرة ولايصل ساحل النجاة أبدا فيسقط في الهاوية.

ثم أشار عليه السلام إلى‌ مدى‌ بؤس مثل هذه العالم السادر في غيه فقال عليه السلام أولًا بأنّ الحجة عليه أعظم، فقد يتذرع الجاهل بجهله (إن يكن الجهل عذراً) ولكن ما عذر العالم بلا عمل.

والثاني حسرته لازمة، فقد تخلف عن السعادة وكانت كافة أسبابها لديه فتاه حائراً في صحراء الحياة.


[1] سورة الزمر/ 17.

[2] «يستفيق» من مادة «استفاقة» بمعنى‌ تحسن الحالة الصحية بعد المرض والوعي بعد السكر واليقظة من‌النوم وجاءت هذه الكلمة فى هذه الخطبة بالمعنى‌ الثالث أي اليقظة من النوم.

[3] «ألوم» من مادة «لوم» على وزن قوم بمعنى‌ العتب، ومع الأخذ بنظر الاعتبار بان «ألوم» هى صيغه أفعل تفضيل، وهنا تعني الملامة، وهو الأنسب.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست