responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 387

القسم السابع: زهد النبي صلى الله عليه و آله‌

ومنها في ذكر النبي صلى الله عليه و آله‌

«قَدْ حَقَّرَ الدُّنْيَا وَصَغَّرَهَا وَأَهْوَنَ بِهَا وَهَوَّنَهَا، وَعَلِمَ أَنَّ اللَّهَ زَوَاهَا، عَنْهُ اخْتِيَاراً، وَبَسَطَهَا لِغَيْرِهِ احْتِقَاراً، فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ، وَأَمَاتَ ذِكْرَهَا عَنْ نَفْسِهِ، وَأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِهِ، لِكَيْلَا يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً، أَوْ يَرْجُوَ فِيهَا مَقَاماً. بَلَّغَ عَنْ رَبِّهِ مُعْذِراً، وَنَصَحَ لُامَّتِهِ مُنْذِراً، وَدَعَا الَى‌ الْجَنِّةِ مُبَشِّراً، وَخَوَّفَ مِنَ النَّارِ مُحَذِّراً».

الشرح والتفسير

خاض الإمام عليه السلام هنا في صفات النبي صلى الله عليه و آله ورغبته عن هذه الدنيا لتكون سيرته قدوة تامة للُامّة، و ليبين كيف يستطيع الإنسان أن يعيش الأمان من أخطار الدنيا في ظل الإيمان و العمل الصالح فقال عليه السلام:

«قد حقر الدنيا وصغرها، وأهون بها وهونها».

فالعبارة إشارة واضحة إلى‌ زهده صلى الله عليه و آله: لأن من يحقر الدنيا ويوصي الاخرين باحتقارها، قطعا ليس له أدنى تعلق بها، وذلك لأنّ الشي‌ء الحقير والتافه ليس له قيمة في استقطاب القلب والسيطرة على العقل.

ثم أكد عليه السلام هذا المعنى بالقول:

«وعلم أنّ اللَّه زواها [1] عنه اختياراً [2]، وبسطها لغيره‌

احتقاراً».

والعبارة شبيه ماورد في الآية الشريفة من سورة الزخرف: «وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النّاسُ‌


[1] «زوى» من مادة «زي» على وزن طي الجمع والفيض والابعاد.

[2] «اختيار» بمعنى الانتخاب والاصطفاء والاعتزاز ضد «الاحتقار».

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست