responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 296

صفو عينه هو الإمام عليه السلام الذي وظفت الناس بالتمسك به والاستفادة منه: أمّا للأسف لم يفعلوا واننا لنهتدي اليوم بما وصلنا من كلماته عليه السلام ونستقي من عينه الصافية.

ثم واصل عليه السلام كلامه بخطاب كافة عباد الله وحذرهم من الجهل والهوى والأفكار الباطلة المنحرفة.

فقال عليه السلام:

«عبادالله، لاتركنوا إلى جهالتكم، ولا تنقادوا لأهوائكم»

ثم بين عليه السلام دليل ذلك قائلًا:

«فان النازل بهذا المنزل نازل بشفاً [1] جرف هار، ينقل الردى‌ على ظهره من موضع‌

إلى‌ موضع»

، ثم قال عليه السلام:

«لرأي يحدثه بعد رأي؛ يريد أن يلصق ما لا يلتصق، ويقرب ما لا يتقارب».

فقد بين الإمام عليه السلام بهذه العبارات البليغة حقيقة مهمّة وهى أنّ أحد مصادر الضلال إنّما يكمن في الاستناد إلى‌ الاوهام والظنون الباطلة والآراء الفاسدة البعيدة عن البرهان والدليل.

وقد شبههم الإمام عليه السلام بحافة النهر حيث يتمتعون بظاهر خلاب، في حين يستبطن الخلاء والجوفية! فاذا وطي الجهال تلك الحافة هووا في القعر.

ثم خلص الإمام عليه السلام إلى‌ هذه النتيجة:

«فالله الله أن تشكوا إلى من لا يشكي شجوكم‌ [2]،

ولا ينقض برأيه ما قد أبرم لكم».

ولعل هذه العبارة إشارة إلى‌ أن أحد منابع الجهل وعدم العلم والوقوع في متاهات الظنون الباطلة إنّما يتمثل باستشارة غير الاكفاء من الأفراد الذين يفتترون إلى‌ الفكر السليم والرأي القاطع والاطلاع الكافي واللازم للتغلب على المشاكل والصعوبات، فاذا ما استشير حمل معه من استشاره إلى‌ وادي الضلال والهلكة.

كما يحتمل أن تكون إشارة إلى‌ ضرورة عدم الاغترار بالقدرات الكاذبة والجبارة التي لا تفكر سوى‌ في تحقيق أطماعها ومآربها (كبني أمية). وعليه فلا ينبغي لهم الاستعانة بهؤلاء من أجل حل مشاكلهم. فهم ليسوا فقط غير قادرين على حل هذه المشاكل فحسب، بل غالباً ما يسهمون في مضاعفة هذه المشاكل.


[1] «شفا» حافة الشي‌ء وتعني في الأصل حافة البئر والنهر، و «الهار» من «هور» على وزن غور بمعنى المتهدم‌أو المشرف على الانهدام.

[2] «شجو» الهم والغم (ولهذه المفردة معنى المصدر واسم المصدر).

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست