responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 283

وهنا يمكن أن يطرح هذا السؤال: إنّ القرآن صرّح في موضع آخر قائلًا:

«وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلّا خَلا فِيها نَذِيرٌ» [1].

أضف إلى‌ ذلك فانّ قاعدة اللطف تقتضي أن يكون لكل أمّة رسول مبعوث من الله.

ونقول في الجواب: أنّ المراد بالآية وما ورد في الخطبة كبار أنبياء الله الذين ذاع صيتهم في الارجاء، وإلّا فليس هناك من زمان ليس لله فيه من حجة بين الناس. ومن هنا يصطلح بالفترة على‌ الفاصلة الواقعة بين بعث السيد المسيح عليه السلام والنبي صلى الله عليه و آله؛ والحال كان هناك أوصياء المسيح عليه السلام من بعده.

أضف إلى‌ ذلك لم يدع أحد من العرب في زمان بعثة النبي صلى الله عليه و آله- المراد بهذه الخطبة- النبوة والاتصال بالوحي والإتيان بكتاب سماوي.

2- القوة في الدين‌

يستفاد من عبارات الإمام عليه السلام الواردة في هذه الخطبة أنّ ظهور الإسلام لم يقتصر على اصلاح دين الناس فقط، بل حل إلى‌ جانب ذلك الكثير من مشاكلهم الدنيوية.

وهكذا تبلورت أمة قوية وحكومة مقتدرة في ظل الدين الجديد، تمكنت من إدارة شؤون الامّة وزعامتها لسنوات طويلة؛ ولعل هذه الحكومة كانت ستخلد لو لم تنحرف عن المسار الإسلامي الصحيح. اضافة إلى‌ ذلك نهضت الحضارة وتطورت الثقافة لتشهد اتساعاً ورقياً في ظل التعليمات الإسلامية، حتى كانت صفحة جديدة في فصل التأريخ البشري.

كل هذه أدلة على أن اتباع التعاليم الإسلامية إنّما يؤدي إلى‌ ضمان سلامة دين الإنسان وعمارة دنياه.

والعبارات الاربع الواردة في الخطبة شاهد على هذا الادعاء، فقد قال عليه السلام: حتى أراهم منجاتهم، وبوأهم محلتهم، فاستدارت رحاهم، واستقامت قناتهم. لتصف بمجموعها سعادتهم المعنوية والمادية.


[1] سورة فاطر/ 24.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست