responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 232

فوصف بالله بهذه الصفات هو في الواقع دليل على تفرده سبحانه بكل حمد وثناء، نعم فهو الجدير بكل مدح وحمد وثناء، كيف لا وقد عم فضله وانتشر جوده وملأت أركان العالم نعمه وآلائه. و لا ينبغي ذلك لمن سواه، فهم عيال على نعمه.

ثم أشار إلى سعة حمده و الثناء عليه قال عليه السلام:

«نحمده في جميع أموره، ونستعينه على رعاية حقوقه».

فالعبارة

«جميع أموره»

تفيد أننا لانحمده عند النعم والرفاه والدعة والعافية فحسب، بل نحمده ونشكره في البلاء والشدة وحين الوقائع الخطيرة، وذلك لأنه أولًا: كل ما يفعله الله يتفق والحكمة والمصلحة، حتى المصائب التي تصب علينا إختباراً فهى كفارة لذنوبنا، أو أنّها سبب ليقظتنا من نوم الغفلة.

وثانياً: أنّ هذه الحوادث تجعلنا ننال أجر وثواب الصابرين وجزاء الشاكرين وهذه نعمة كبرى‌.

والعبارة

«ونستعينه ...»

أي إننا يجب أن نستمد العون منه لطاعته وإمتثال أوامره ورعاية حقوقه، حيث لايسعنا فعل شي‌ء دون عونه، وهذا ما نردده ليل نهار في صلواتنا «إِيَّاكَ نَعبُدُ وَإِيَّاكَ نَستَعِين» ولما فرغ عليه السلام من حمد الله والثناء عليه، شهد لله بالوحدانية وأن لا معبود سواء

«ونشهد أن لا إله غيره».

لأننا إذ سلمنا أنّ النعم منه، فانّ العبودية والطاعة لاتليق الا به سبحانه وبذاته المقدسة.

ثم اتبعها بالشهادة للنبي صلى الله عليه و آله بالنبوة والعبودية:

«وأن محمدا عبده ورسوله»

أمّا تقديم العبودية على الرسالة، فتفيد نفيها لكافة أنواع الشرك عن المؤمنين، إلى‌ جانب كون مقام العبودية أفضل وأسمى من مقام النبوة! لأنّ العبد الكامل المخلص لله يرى‌ تمام وجوده لله، فلايفكر في سواه ولايرجو غيره، وهذا بحد ذاته أوج تكامل الإنسان الذي ليس بعده من مقام. ثم أشار عليه السلام إلى‌ بعض صفات النبي الأكرم صلى الله عليه و آله في أنّه صدح بالحق، وأدى‌ رسالته بكل أمانة حتى مضى إلى ربّه بعد أن ثبت دعائم الحق:

«أرسله بأمره صادعاً، [1] وبذكره ناطقاً،


[1] «صادع» من مادة «صدع» فالقا به، كما وردت هذه المفردة بمعنى الاظهار والاعلان، حيث يظهر باطن‌الشي‌ء عند فلقه وهذا ما اريد بها في العبارة، وأمّا «الصداع» الذي يطلق على‌ وجع الرأس فكأنه يريد أن يفلقه.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست