responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 210

الوبر فيرادبه صوف الناقة، فالمراد ببيت الوبر الخيام التي كانت تقام في القرى والبوادي، والحق أنّ هذا أروع تعبير لشمولية الظلم بحيث لايسع أحد النجاة من ذلك الظلم. وهو الظلم الذي قد يدفع بالبعض إلى‌ الفرار من بيوتهم.

ثم تطرق عليه السلام إلى‌ أنّ الناس آنذاك على‌ طائفتين؛ طائفة تبكي دينها، واخرى‌ تبكى دنياها:

في تصويره للفاجعة الثالثة

«وحتى يقوم الباكيان يبكيان: باك يبكى لدينه، وباك يبكي لدنياه».

نعم فالمتدينون يبكون خشية على دينهم من الأخطار التي تهدده من هذه الطغمة سليلة الجاهلية، بينما يبكي أصحاب الدنيا على دنياهم، فالظلمة قد ساموا الناس الظلم في دينهم ودنياهم.

ثم قال عليه السلام: فى بيانه للفاجعة الرابعة

«وحتى تكون نصرة أحدكم من أحدهم كنصرة العبد من سيده، إذا شهد أطاعه، وإذا غاب اغتابه».

في أشارة إلى‌ أنّهم يستعبدون الناس، وليتها كانت من نوع العبودية التي تسودها علاقة الحب والرأفة بين العابد والمعبود، بل العبودية التي تختزن كل معاني الظلم والتحقير والاستخفاف؛ وكأنّهم قيدوا أعناق الناس وسحبوهم بالاتجاه الذي يريدون.

ذهب بعض شراح نهج البلاغة إلى‌ أنّ المراد بالعبارة طلب الناس العون من هؤلاء، لاعون الناس لهم بمعنى نصرتهم (فالاضافة إلى‌ المفعول لا إلى الفاعل): وعليه مفهوم العبارة أنّكم إذا طلبتم عونهم فانّ ذلك كطلب الغلام العون من سيده الظالم، لا طلب الرفيق من رفيقه. إلّاأنّ عبارتي:

«إذا شهد أطاعه، وإذا غاب اغتابه»

تؤيدان المعنى الأول.

ثم وصف فاجعتهم الأخيرة بأنّها أشد وأعظم على ذلك الأقرب لله والأكثر عبودية له:

«وحتى يكون أعظمكم فيها عناء أحسنكم بالله ظنا».

وهل ينتظر غير هذا من حكومة ظالمة مستبدة مجرمة، لادين لها ولا أخلاق، قطعاً محنة العبد في ظل هذه الحكومة تكون أعقد وأصعب كلما كان لربه أطوع وأقرب.

ثم اختتم عليه السلام كلامه بتسلية أصحابه وأنصاره لما ينتظرهم من أحداث أليمة:

«فان أتاكم الله بعافية فاقبلوا، وإن ابتليتم فاصبروا فان العاقبة للمتقين».

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست