أشار الإمام عليه السلام بهذه العبارات القصار إلى مصير بني أمية، كما يشير
إلى الفجائع التي ارتكبتها هذه الطغمة الفاسدة. حيث أقسم على امتداد حكومتهم حتى
تستحل كل حرام وتنتهك كافة المواثيق والعهود:
«والله لايزالون [1] حتى لا يدعوا
لله محرماً إلّااستحلوه، ولا
عقداً إلّاحلوه».
وقد قام بعض الأعلام باحصاء بدع بني أمية والمحارم التي انتهكوها واستحلوها،
والعهود التي نقضوها، سنستعرضها في الأبحاث القادمة. ويتضح من خلالها عمق الفجائع
التي جروها على العالم الإسلامي.
ثم أشار عليه السلام إلى الفضائع التي ارتكبوها بحق المسلمين وعموم ظلمهم
وشموله بحيث لايفلت منه بيتاً من البيوت:
«وحتى لايبقى بيت مدر، ولا وبر
إلّادخله ظلمهم ونبا به سوء رعيهم»،
والمراد ببيوت المدر المبنية من الطوب والحجر ونحوهما وهى بيوت المدينة عادة.
أمّا
[1] قال بعض شرّاح نهج البلاغة ان
العبارة «لايزالون» فيها محذوف تقديره «لايزالون ظالمين»، والظاهرالأنسب أن يكون
تقديره لايزالون حاكمين، ولا سيما بالنظر إلى العبارات اللاحقة.