responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 162

وجوده من شجرة الأنبياء، تلك الشجرة الطيبة التي اصطفى منها أمناء رسالاته:

«فأخرجه من أفضل المعادن منبتاً، وأعز الارومات‌ [1] مغرساً: من الشجرة التي صدع منها أنبياءه،

وانتجب منها أمناءه».

قطعاً أنّ أحد الابعاد المهمة في شخصية الإنسان انما يبلوره البعد الوراثي، حيث يكتسب الأبناء القدسية من جراء الآباء من أهل الورع والتقوى والصلاح، والامهات من ذوي الطهر والنجابة والعفاف. وبالطبع كل ذلك دون حصول الاجبار. والنبي صلى الله عليه و آله كان نموذجاً بارزاً في هذا الأمر؛ فهو ينتهي لآل ابراهيم عليه السلام والأنبياء الذين إنحدروا من نسله، من صلب بني هاشم المعروفون بالشجاعة والكرم والاثرة، من ولد عبدالمطلب المشهور بإيمانه وعدله وشجاعته.

فقد انفرد صلى الله عليه و آله بكل هذه الصفات.

الحقيقة الاخرى التي لاغبار عليها هى أنّ الأبناء من ذوي الشخصيات والأحفاد من أهل الفضائل دليل آخر على‌ شخصية كل إنسان وقد يما قيل (الظرف ينضح بما فيه).

ومن هنا ذكر الإمام عليه السلام بأنّ عترته من أهل بيته من أفضل العتر وأطيبها، واسرته صلى الله عليه و آله من خير الاسر، وشجرته المباركة من أحسن الشجر:

«عترته‌ [2] خير العتر، وأسرته خير الاسر،

وشجرته خير الشجر»

الشجرة التي نبتت في حرم الله الأمن، وبسقت في سماء الكرامة والفضيلة:

«نبتت في حرم، وبسقت في كرم».

وتمتاز هذه الشجرة بفروعها الطويلة وثمارها الطيبة القيمة التي لاتبلغها أيادي السفلة:

«لها فروع طوال، وثمر لاينال».

فالحق أنّ الإمام عليه السلام أدى حق الكلام بهذه العبارات اللطيفة الرائعة بشأن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله وعترته الطاهرة عليهم السلام، واماط اللثام عن عظمة وبركة هذه الشجرة الطيبة، ليبيّن بتشبيهات وعبارات جميلة فضائله ومناقبه صلى الله عليه و آله وأهل بيته.

وقد ذهب بعض شرّاح نهج البلاغة إلى‌ أنّ المراد بالحرم في قوله:

«نبتت في حرم»

الحرم‌


[1] «أرومات» جمع «ارومة» بمعنى أصل الشي‌ء وأساسه، كما تطلق على جذر الشجرة.

[2] «عترة» من مادة «عتر» على وزن سطر آل بيت الرجل ونسله ورهطه الأقربون، والعشيرة. ومعناها الأصلي‌هو الأصل.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست