responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 103

والمصائب وآثارها وبقاياها تلازم دائما الراحة والهدوء ولا تفارقهما أبداً، والعبارة:

«يفرج أفراحها غصص أتراحها»

تأكيد آخر لهذا المعنى؛ لأنّ أتراح جمع ترح على وزن فرح بمعنى الحزن والغم والهم. فبالنتيجة ذكر الإمام عليه السلام أنّ هذه الافراح والسرور مقرونة با لهم والحزن، النقطة الآخرى التي أشار إليها الإمام عليه السلام هى الوقت المحدد. للحياة، فلها نهاية حتمية عاجلا أم آجلًا، والشي‌ء الذي ليس للإنسان منه وسيلة للهرب هو الموت:

«وخلق الاجال فأطالها وقصرها، وقدمها وأخرها».

فالموت موصول بالحياة (وجعل الأمراض وسيلة لانهاء الحياة) من شأنه القضاء عليها

«و وصل بالموت أسبابها، وجعله خالجا [1] لأشطانها [2]، وقاطعا

لمرائر [3] أقرانها»

، فقد أشار الإمام عليه السلام في هذه العبارة القصيرة إلى عدّة نقاط، منها أنّ البعض يعمر كثيراً بصورة طبيعية، والبعض الآخر يعمر قليلًا، كما قد يقصر ذلك العمر الطويل بفعل بعض الأعمال الشائنة أو الذنوب والمعاصى، بينما قد يطال في ذلك العمر القصير إثر رعاية القضايا المرتبطة بالصحة والسلامة، أو بفعل الأعمال الطيبة والخير والاحسان. كما أشار عليه السلام إلى أنّ للموت عدّة أسباب، إذا هرب الإنسان من بعضها وقع في مخالب الاخر، بل لاينجو من الموت أقوى‌ الأقوياء. وعليه لاينبغي لأحد أن يغتر بصحته وسلامته وشبابه وقوته، ولابدّ لكل أحد أن يتأهب للموت ويعد له الزاد المطلوب متوقعاً الموت في أي وقت. [4] كما احتمل بعض شرّاح نهج البلاغة أنّ المراد بالتقديم والتأخير، هو أنّ اللَّه سبحانه وتعالى خلق البعض في الأزمنة الماضية والبعض الآخر في الأزمنة اللاحقة على ضوء المصالح، إلّاأنّ المعنى الأول أنسب.

تأمّل: هل رزق كل إنسان مقدر؟

لا يستفاد من عبارات هذه الخطبة تقدير رزق الإنسان فحسب، بل يستفاد ذلك من‌


[1] «خالج» من مادة «خلج» بمعنى الجذب، والخلجان شي‌ء في ذهن الإنسان يعنى انجذابه أمام الشي‌ء، ومن‌هنا اطلق الخليج لجذبه ماءاً كثيراً من البحر.

[2] «أشطان» جمع «شطن» على وزن وطن وهو الحبل الطويل، كما وردت هذه المفردة بمعنى العبد، ومنه «الشيطان» لبعده عن الهداية والرحمة.

[3] «مرائر» جمع «مرير» الحبل المحكم.

[4] اوردنا بحثاً مفصلًا في الخطبة 62 من المجلد الثالث بشأن الأجل ونهاية عمر الإنسان.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست