responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 84

البداية كان بهيئة كتلة غازية عظيمة شبيهة بالمائع، كما يمكن الاصطلاح عليها باسم «الدخان»، أو بتعبير آخر كانت الطبقات العليا من العالم دخاناً، وكان هذا الدخان يتخذ شكل المائع بفعل حالة الضغط كلما إقترب من مركز العالم.

أمّا الشي‌ء الذي تكفل بحفظ تلك الكتلة العظيمة للغاية إنّما تمثل بالجاذبية التي تحكم جميع ذرات العالم، وقد سلطت هذه الجاذبية على ذلك الغاز المائع فشدته وحالت دون خروجه من حدوده. ثم ابتدأت هذه الكتلة العظيمة بالدوران حول نفسها (أو أنّها كانت تدور حول نفسها منذ البداية) وهنا ظهرت قوة الطرد المركزية. [1] وقد أدت قوة الطرد المركزية هذه بتلك الكتلة العظيمة من ذلك الغاز المضغوط أن تقذف في الفضاء الخالي، وعلى حد تعبير نهج البلاغة كما سيأتي في العبارات التالية من هذه الخطبة

«فأمرها بتصفيق الماء الزخار وإثارة موج البحار فمخضته مخض السقاء وعصفت به عصفها بالفضاء»

ثم ظهرت منها المنظومات والكواكب والكرات الصغيرة والكبيرة للعالم؛ الأمر الذي نعته القرآن ونهج البلاغة بالسموات السبع. طبعاً كل ما نريد أن نقوله- دون الاصرار على هذا الموضوع- هو الانسجام القائم بين عبارته عليه السلام والفرضيات والنظريات العلمية الواردة بذات الشأن، حيث يمكن استيعاب كلام الإمام علي عليه السلام على ضوء النظريات والاطروحات العلمية المعاصرة بخصوص ظهور السموات والارضين والكواكب والاجرام السماوية وسائر الكرات. وننتقل الآن إلى أصل عبارته، فقد قال الإمام عليه السلام:

«فاجرى فيها ماء متلاطماً [2] تياره‌ [3]».

«التلاطم» بمعنى اصدام الأمواج ببعضها، والتيار يعني الموج، ولا سيما الأمواج التي يقذفها الماء خارجاً، أفليس هذا الماء المتلاطم والمتدفق هو تلك الغازات الأولية المضغوطة التي تمثل المادة الأولية للعالم على ضوء نظريات العلماء واطروحاتهم؟ ثم أكد الإمام علي عليه السلام على شدة


[1] كل شي‌ء يدور حول نفسه انّما يتعرض إلى قوة تحاول طرده من المركز، كالشعلة التي ندورها بايدينا فاذا تركناها فجأة قذفت إلى نقطة بعيدة، وما هذا إلّالوجود قوة الطرد المركزية، وكلما تضاعفت هذه القوة فان شدة القذف خارجاً تتناسب طردياً وازدياد تلك القوة.

[2] «متلاطم» من مادة «لطم» على وزن ختم بمعنى صفع الوجه باليد، ثم استخدمت هذه المفردة لاحقاً بمعنى اصطدام الأمواج مع بعضها.

[3] «التيار» بمعنى أمواج البحر التي يقذف بها الماء، وقد أطلقها البعض (مقاييس اللغة ولسان العرب) على كل نوع من الأمواج.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست