responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 77

والغد عن اليوم والعلم التام بجزئيات اليوم بمعنى العلم التام بالحوادث الماضية والمستقبلية.

فاذا التفتنا إلى هذه الحقيقة وهو أنّ اللَّه سبحاه المصدر الأصلي لجميع حوادث الأمس واليوم والغد وأنّ له العلم بذاته المقدسة، فان علينا أن نقر بأنّه عالم أيضاً بحوادث المستقبل والحاضر والماضي. وبالطبع فانّ آثار كل موجود مهما كان إنّما تتبع إرادة اللَّه وأمره، إلّاأنّ سنته جرت في منح الموجودات القدرة على القيام بفعاليتها، فاذا شاء جردها منها. [1]

2- الإجابة الثانية التي يمكن إيرادها في هذا المجال أنّه يمكن لعلمنا تصور الأمس واليوم والغد، وذلك لأننا موجودات محدودة. أمّا بالنسبة للَّه‌الذي لا حدد لذاته فليس هنالك من مفهوم للأمس واليوم والغد لديه، بل إنّ كافة الأشياء والحوادث حاضرة عنده بجميع جزئياتها وخصوصياتها.

ويمكننا الاستشهاد بمثال على هذا الكلام:

افرض أنّ هناك فرداً في زنزانة مظلمة ليس لها سوى‌ نافذة صغيرة على الخارج. فاذا مرت قافلة من الجمال من هذه النافذة فانه سيشاهد في بداية الأمر رأس وعنق جمل واحد ثم يرى رجليه وذنبه ومن ثم سائر الجمال في هذه القافلة. فصغر النافذة هو الذي يشكل السبب الذي يجعله يعيش حالة من الماضي والحاضر والمستقبل، بينما يختلف هذا الموضوع تماماً بالنسبة لذلك الفرد الواقف على سطح في محيط مكشوف خارج تلك الزنزانة وينظر إلى الصحراء، فهو يرى‌ قافلة الجمال معاً خلال حركتها.


[1] إنّ من أورد هذا الجواب لحل الإشكال المذكور قد واجه هذا السؤال: وهو أنّ لازمة هذا الكلام أنّ ليس للَّه‌من علم بكثرة الموجودات بوصف الكثرة قبل وجودها، لأنّه ليس هنالك من كثرة في ذاته، أو بتعبير آخر، أنّ علمه متفاوت بالموجودات قبل وجودها وبعده: فقد كان سابقاً على نحو العلم الإجمالي، ولاحقاً على نحو العلم التفصيلي، والعجيب أنّ بعضهم قد اعترف بهذا التفاوت.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست