responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 73

الأساس يكون الحق واستناداً لحكمته البالغة في افاضته للخصائص الباطنية والظاهرية لكل موجود ليقوم بوظائفه الخاصة به على ما يرام ويتميز عن سائر الموجودات.

تنبيه‌

الهداية الفطرية والتكوينية لكافة موجودات العالم‌

لقد تضمنت عبارته عليه السلام إشارة لنقطة مهمّة طالما ورد التأكيد عليها كراراً في القرآن: وهى أنّ لكافة موجودات عالم الخلقة والمادة تصنيف زماني خاص وفي نفس الوقت الذي يحكمها التضاد والاختلاف إلّاأنّها منسجمة مع بعضها البعض ومكملة لها وأنّها مهدية على الدوام طبق نظمها الذاتي الباطني والظاهري وأنّها تنطلق كقافلة منتظمة ومنسجمة نحو هدفها النهائي دون أي تعثر وانحراف، بل تسير إليه على نحو الدقة دون أن تخطأه. فتفتح الزهور وتحمل أوراق الأشجار للفاكهة والثمار في فصلي الربيع، ذبولهاوجفافها وتساقطها في فصلي الخريف والشتاء، حركة الشمس في الابراج الاثني عشر، تعاقب الليل والنهار، دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس وما اودع الإنسان من قوى باطنية وظاهرية كلها شواهد على الهداية التكوينية الإلهية، والتي صرّح بها القرآن على لسان موسى عليه السلام:

«رَبُّنا الَّذِي أَعْطى‌ كُلَّ شَي‌ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى‌» [1]

وقال:

«فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها» [2]

و

«وَ إِنْ‌

مِنْ شَي‌ءٍ إِلّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ». [3]

وهذا في الحقيقة يمثل آية من آياته سبحانه في عالم الوجود التي تجعل الإنسان أكثر معرفة بالهداية التكوينية والنظم والتصنيف الزماني والتأليف بين الاضداد والمختلفات كلما تعمق في التفكير بهذا العالم.


[1] سورة طه/ 50.

[2] سورة الروم/ 30.

[3] سورة الحجر/ 21.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست