responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 74

ثم قال عليه السلام:

«عالماً بها قبل ابتدائها محيطاً بحدودها وانتهائها عارفاً بقرائنها [1]

وأحنائها [2]» [3].

والواقع أنّ هذه العبارات الثلاث قد جاءت بمثابة دليل أو إيضاح للعبارات السابقة، وذلك لأنّ من أراد أن يخلق موجوداً في وقته المناسب ويلائم بين الأشياء المختلفة ويودعها غرائزها الباطنية ولوازمها الظاهرية فانه يحتاج إلى علم جامع كامل من جانب وإلى إحاطة وقدرة تامة وشاملة من جانب آخر. ولذلك قال عليه السلام:

«عالماً بها قبل ابتدائها ...»

ولا يقتصر علمه على ابتدائها وانتهائها فحسب، بل هو عالم محيط بلوازمها وعللها وآثارها أيضاً. ومن المفروغ منه أن من كان عالماً بهذه الامور قادراً على الإتيان بها، فان له أن يضع كل شي‌ء في موضعه ومكانه ويفيض على كل منها لوازمه ويسوقه في مسيرته الوجودية إلى كماله المنشود.

تأمّلان‌

1- هل يصطلح بالعارف على اللَّه؟

لقد تحفظ بعض مفسري نهج البلاغة على وصف اللَّه سبحانه بالعارف. ويبدو أنّ هذا الترديد ينبع من أمرين: الأول ما أورده «الراغب» في «المفردات» من أنّ المعرفة والعرفان تعني إدراك الشي‌ء من خلال التفكر والتأمل والتدبر في آثاره، أو بتعبير آخر إنّما يطلق اسم المعرفة على العلم المحدود الذي يتأتى عن طريق التفكير، ومن المسلم به أنّ العلم الإلهي ليس كذلك. والثاني الحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال:

«أنّ له (تعالى) تسعة وتسعين‌


[1] «قرائن» جمع «قرينة» بمعنى المصاحب والرفيق، ولذلك يقال لزوجة الرجل قرينته (الصحاح والقاموس وسائر الكتب اللغوية)، بينما ذهب بعض شراح نهج البلاغة كابن أبي الحديد إلى أنّ القرائن جمع قرونة (على وزن معونة) وهي النفس ولكن يبدو المعنى الأول أنسب بالاستناد إلى التعبيرات التي وردت في الجملة.

[2] «أحناء» جمع «حِنْو» على وزن فعل «وحنو» على وزن حرف وتطلق على كل شي‌ء فيه اعوجاج وانحناء- على ضوء ماورد في المقاييس ولسان العرب- كعظم الفك والاضلاع. ثم وردت بمعنى الجوانب أيضاً (وذلك لأن جوانب وأطراف الأشياء غالباً ما تشتمل على انحناءات).

[3] لابدّ من الالتفات هنا إلى أنّ الضمائر التي وردت في هذه العبارات إنّما تعود إلى الأشياء لا الغرائز كما صرح بذلك بعض شرّاح نهج البلاغة؛ وذلك لعدم وجود الانسجام بين الاحتمال الثاني ومضمون الجملة.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست