responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 70

فالإمام عليه السلام يبين البون الشاسع بين الخلق الإلهي والأعمال والأفعال التي تصدر عن المخلوقات. فالإنسان مثلًا إذا أراد أن يقوم بعمل ولم يكن لهذا العمل من سابقة وظن فكره وتأمله لينطلق إليه، وإن كان له سابقة احتذى بتجربته وتجارب الآخرين كما يعمد إلى خزينه الذهني والفكري بشأن ترتيب مقدمات العمل بغية التوصل إلى نتائجه وكيفية أدائه، وأحياناً يتيه في ترديده وحيرته بحيث يحكم رأيه ويقوم بالعمل على أساسه. وليس هنالك من سبيل لأي من هذه الحالات والاحتمالات للذات الإلهية المقدسة، فما من حاجة إلى الفكر والتأمل ولا إلى التجارب السابقة ولا الحركة الفكرية استناداً إلى ترتيب المقدمات والحصول على النتائج ولا الترديد والاضطراب في الأعمال والقرارات. فليس وجود الشي‌ء إلّاإرادته‌

«إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» [1]

. بعبارة اخرى فان هذه الاحتمالات الأربع إنّما تتعلق بحصيلة أعمال الأفراد الذين له حظ محدود من العلم والقدرة، ولازمة ذلك الحاجة وأفكار الآخرين وتجاربهم والشعور بالاضطراب والقلق. ولا سبيل لهذه الحالات إلى من خرج علمه وقدرته عن الحدود حين الخلق.

ويتّضح بجلاء ممّا قيل أنّ المراد بالحركة في العبارة المذكورة إنّما هى حركة الفكر في باطن النفس. ولكن هناك معنى آخر ساقه بعض المفسرون للحركة على أنّ المراد بها الحركة الجسمية الخارجية التي تعدّ من لوازم الأجسام واللَّه أعظم وأجل وأسمى‌ من الجسم والجسمانيات. ويبدو أن المعنى الأول أنسب من الثاني؛ لأنّ الحالات الثلاث الاخرى‌ التي وردت قبل وبعد العبارة المذكورة كلها مرتبطة باتخاذ القرار والتفكر والتأمل قبل الإتيان بالعمل.

وزبدة الكلام أنّ أفعال اللَّه ليست من جنس أفعال العباد وتختلف عنها تماماً، وذلك لأنّ‌


[1] سورة يس/ 82.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست