responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 55

والأول الوحيد الذي ليس له ثان من كان غير محدود من جميع الجهات ولا يسعه العدد. وعلى هذا الأساس فان مولى الموحدين- علي بن أبي طالب عليه السلام- قد عكس حقيقة التوحيد في هذه العبارة القصيرة ذات المعنى العميق، فوصف البارئ سبحانه بما يفوق الخيال والقياس والظن والوهم. وهى ذات الحقيقة التي كشف النقاب عنها الإمام الباقر عليه السلام حين قال:

«كل ما ميزتموه باوهامكم في أدق معانيه مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم» [1].

والاحتمال الآخر مازال قائماً بأن يكون المراد «بالإشارة» الإشارة العقلية والإشارة الحسية أيضاً؛ وذلك لأنّ اللَّه ليس بجسم ولا عرض والاعتقاد بجسمية اللَّه جهل محض، ونتيجة ذلك كون الذات الإلهية محدودة لأنّ كل مشار إليه فهو محدود، فالمشار إليه لابدّ أن يكون في جهة مخصوصة، وكل ما هو في جهة فله حد وحدود.

سؤال‌

هنا يبرز سؤال يطرح نفسه: إذا تعذرت حتى الإشارة العقلانية للَّه، فانّ معنى ذلك تعطيل معرفة اللَّه وإغلاق أبواب المعرفة بوجه الإنسان وبالتالي سوف لن يكون هناك من مفهوم لمعرفة اللَّه. وذلك لأننا كلما حاولنا التوجه إلى تلك الذات المقدسة ارتطمنا بمخلوق من نسج أفكارنا، كلما أردنا الاقتراب منه لم نزدد إلّابعداً عنه، فما أحرانا والحالة هذه الا نقتحم ميدان المعرفة بغية عدم الابتلاء بالشرك.

الجواب‌

إنّ الجواب على هذا السؤال يتضح من خلال الإلتفات إلى‌ نقطة مهمّة- من شأنها أن تحل المشكلة هنا وفي سائر الموارد- وهى أنّ المعرفة على نوعين: معرفة إجمالية ومعرفة تفصيلية، أو بتعبير آخر معرفة كنه الذات ومعرفة مبدأ الأفعال. فاننا حين نتأمل عالم الوجود بما يضم من العجائب والغرائب والكائنات بتلك الروعة والجمال والعظمة، بما في ذلك وجودنا نحن الأفراد لنشعر بأنّ هنالك خالقاً ومدبراً لهذا الكون وهذا هو العلم الإجمالي الذي يمثل ذروة معرفة الإنسان باللَّه (غاية مافي الأمر أننا كلما تعرفنا أكثر على أسرار الوجود وقفنا بصورة


[1] بحار الأنوار 66/ 293.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست