responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 54

وهناك تفسيران آخران ذكرا لهذه العبارة:

الأول: أننا إذا اعتبرنا صفاته سبحانه غير ذاته، فانّ ذاته ستكون مركبة، لأنّ الذات والصفات على فرض التناقض ستشتملان على جهات مشتركة ومتمايزة والذي يعبّر عنه «ما به الاشتراك» و «ما به الامتياز». لأنّ كليهما مشترك في الوجود وفي نفس الوقت متمايزان عن بعضهما، وفي هذه الحالة لابدّ أن نعتبر ذاته مركبة من جهتين مختلفتين أيضاً.

الثاني: أن نؤمن بوحدة الذات الإلهية، ولا نعني بها الوحدة العددية، بل يعني مفهوم الوحدة بالنسبة للذات الإلهية أنّها منزهة عن الشبيه والمثيل والنظير. وبشكل عام فانّ الوجود المطلق من كل الجهات يأبى أن يكون له شبيه ومثيل، فان قلنا بأنّ صفات اللَّه كذاته أزلية وأبدية ومطلقة، نكون قد حددناه سبحانه من جانب وقلنا بشبيه له من جانب آخر (لابدّ من التأمل في هذا الكلام) وهذا هو المعنى الذي كشف عنه الإمام عليه السلام في إطار توضيحه للاخلاص، فقال «فمن وصف اللَّه سبحانه» أي وصفه بصفات المخلوقين «فقد قرنه» بالأشياء الاخرى‌

«ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزاه ومن جزاه فقد جهله»

لأنّه حين جزاه بمعنى جعل ذاته متركبة من أجزاء وحقاً لم يعرف اللَّه من اعتقد بتركب ذاته؛ وذلك لأنّه تصور كائناً على شاكلته- من حيث التركيب والمحدودية- وأسماه اللَّه.

ثم يقول عليه السلام:

«ومن جهله فقد أشار إليه، ومن أشار إليه فقد حده، ومن حده فقد عده»

. ويوجد احتمالان بشأن قوله عليه السلام:

«ومن أشار إليه» الأول‌

أن يكون المراد بها الإشارة العقلية، والثاني أن يكون المراد بها الإشارة العقلية والحسية. وتوضيح ذلك أنّ الإنسان إذا لم يعرف اللَّه بتلك الحقيقة المطلقة اللامتناهية فانّه سيمتلك في ذهنه مفهوماً محدوداً وخاصاً عنه سبحانه، أو بتعبير آخر فانّه سيشير إليه بالإشارة العقلية، وبالطبع سيكون محدوداً في هذه الحالة تصوراً، وذلك لتعذر إدراك وتصور اللامحدود واللامتناهي على الإنسان المحدود والمتناهي.

فالإنسان إنّما يدرك ما يحيط به من أشياء يسعه تجسيمها في فكره المحدود، وبالطبع فان مثل هذه الموجودات محدودة. وعلى هذا الضوء فان اللَّه سيكون في مصاف المعدودات والأشياء القابلة للعدد، لأنّ من لوازم المحدود هو إمكان تصور موجود آخر في موضع آخر مثله.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست