responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 316

العلاقة الوثيقة بين هذه الخطبة والخطبة الثانية والعشرين وأبعد من ذلك إرتباطها بالخطبة 173، والواقع هو أنّ هذه الخطبة قد استوعبت في تلك الخطبة وأصبحت جزءاً منها، فلا يبقى هنالك من مجال للشك والترديد في أنّ الهدف من هذه الخطبة هو الإشارة لموقعة الجمل، وكأنّي باولئك الذين فسّروها بالإشارة إلى‌ موقعة صفين وأهل الشام قد أهملوا تلك العلاقة.

فالمحور الأول لهذه الخطبة هو تشبيه أعوان طلحة والزبير بجنود الشيطان فقال عليه السلام:

«ألا وان الشيطان قد جمع حزبه، واستجلب خيله ورجله».

و كيف لايكونوا جنود الشيطان وقد نقضوا عهدهم مع الإمام عليه السلام وقد دفعهم الحرص على‌ المناصب لبث بذور الفرقة والنفاق بين صفوف الامّة الإسلامية واشعال فتيل الحرب الذي أودى‌ بحياة الكثيرين حتى احترقوا بتلك النيران. امّا التعبير بالحزب فهو إشارة إلى‌ الانسجام بين أهداف هؤلاء وأهداف الشيطان، وأمّا التعبير بالخيل والرجل فهو إشارة لتنوع الجنود.

القرآن الكريم من جانبه أشار إلى‌ حزب الشيطان بقوله:

«إِنَّما يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِير» [1]

، ويشير في موضع آخر إلى‌ حزبه من الراجلة والخيالة الذين يختبر بهم بني آدم‌

«وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ» [2]

. ولاشك أن تتابع هذه التنبيهات إنّما تستهدف تحلي المؤمنين باليقظة والوعي والحذار من الوقوع في حبائل الشيطان والانضمام إلى‌ حزبه والالتحاق بجنوده، غير أنّ هذا المصير المشؤوم قد طال طلحة والزبير وأعوانها ومن سار على‌ نهجهما قد دفعهم حب الجاه والمنصب لأن يكون لقمة سائغة للشيطان.

ثم تناول عليه السلام المحور الثاني الذي بين فيه سماته وعمق بصيرته بما لايجعل للشبهة والشك من سبيل إليه‌

«و إنّ معي لبصيرتي ما لبست على‌ نفسي، ولا لبس علي»

. الحق أنّ مصدر ضلال أي فرد إنّما يمكن في أحد ثلاث: الأول ألا يمتلك البصيرة والمعرفة اللازمة بالعمل الذي يقدم عليه، فيرد الميدان جهلا فيتصرف بما لايرضى اللَّه. والثاني قد يتمتع بالمعرفة إلّاأنّ حجب هوى النفس وحب الذات إنّما تحول دون رؤيته للحق وتسوقه للخطأ والزلل، وما أكثر الأفراد الذين يعلمون ببشاعة الذنب إلّاأنّهم يصطنعون لأنفسهم الاعذار الناشئة من‌


[1] سورة فاطر/ 6.

[2] سورة الاسراء/ 64.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست