responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 298

المريب أبدا، حتى يأتي علي يومي. فواللَّه مازلت مدفوعا عن حقي، مستأثرا عليّ، منذ قبض اللَّه نبيه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حتى يوم الناس هذا.» [1]

الشرح والتفسير

الحيطة والحذر تجاه الأعداء

لقد رد الإمام عليه السلام على اولئك الذين يقترحون عدم مطاردة طلحة والزبير الذين نقضا بيعتهما، فقال عليه السلام:

«واللَّه لاأكون كالضبع‌ [2] تنام على طول اللدم‌ [3] حتى يصل إليها طالبها،

ويختلها [4] راصدها [5]

ويبدو أنّ المثل يضرب بالضبع على أنّه حيوان أبله يمكن صيده بكل سهولة؛ حيث يقوم الصياد بدق قطعة من الحجر أو العصا أمام عش الضبع فاذا نام تقدم إليه الصياد ليصيده بسهولة. وقد سطرت الخرافات والأساطير بهذا الشأن ومن ذلك أن يخاطب الصياد الضبع فيقول له: يا ضبع نم في عشك، ثم يكرر ذلك عدّة مرات، فيتجه الضبع إلى‌ أقصى‌ غاره وينام. فينادي الصياد: الضبع ليس في العش، الضبع نائم، ثم يدخل عليه العش فيربطه بحبل ويخرجه من عشه ومن هنا شبه الأفراد الذين يعيشون الغفلة تجاه العدو بالضبع. أمّا الوقائع التأريخية آنداك فهى تشير إلى‌ سذاجة الاقتراح القاضي بعدم مطاردة طلحة والزبير؛ وذلك لأن خطتهما كانت تستهدف السيطرة على‌ البصرة والكوفة ثم يبايعهما معاوية ويأخذ لهما البيعة من أهل الشام فتخضع أغلب المناطق الإسلامية لسيطرتهما فلايبقى لعلي عليه السلام سوى المدينة. أضف إلى‌ ذلك فان هؤلاء إستطاعوا أن يؤلبوا أكثر عدد ممكن من الناس من خلال‌


[1] أشار مؤلف كتاب «مصادر نهج البلاغة» إلى‌ المصادر الاخرى‌ التي نقلت هذه الخطبة ومنها «تأريخ الطبري، أمالي الشيخ الطوسي، صحاح اللغة وغريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام».

[2] «ضبع» على‌ وزن سبع، يطلق أحيانا على‌ القحط والجفاف لأنّه يأكل كل شيى‌ء ويقضي عليه.

[3] «اللدم» حسب ما صرّح به بعضى أرباب اللغة هو صوت الحجر أو العصا أو غيرهما، تضرب به الأرض ضرباً غير شديد، ومن الطبيعي أنّ مثل هذا الصوت إذا تكرر يمكنه أن يؤدي إلى‌ النوم.

[4] «يختلها» من مادة «ختل» على‌ وزن ختم بمعنى الخداع والمخاتلة بمعنى المشي بهدوء نحو الصيد بحيث لايهرب.

[5] «الراصد» من مادة «الرصد» بمعنى المترقب ومن هنا يطلق على‌ مراقبة المنجمين اسم الرصد كما يطلق على موضع الرصد اسم المرصد.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست