. كما ورد شبيه هذا المعنى في الخطبة 172 من نهج البلاغة: «و قد قال قائل:
إنّك على هذا الأمر يابن أبي طالب حريص، فقلت: بل أنتم واللَّه لأحرص وأبعد، أنا
أخص وأقرب، وإنّما حليت حقاً لي وأنتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه، فلما
قرعته بالحجة في أعلا الحاضرين هب كأنّه بهت لايدري ما يجيبني به» ثم يواصل كلامه
عليه السلام في إطار ردّه على من فسّر سكوته بالخوف من الموت متعجباً من ذلك وهو
الذي ثبت حين نكصت الأبطال في بدر وأحد وحنين والاحزاب وخيبر التي أثبتت مدى ولهه
وشغفه بالشهادة وله الرضيع بثدي امه:
«هيهات بعد اللتيا والتي! واللَّه
لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي امه»
. غير أن سكوتي يستند إلى علم بخفايا الامور لاتطيقون سماعه
«بل إندمجت [2] على مكنون علم لو بحت [3] به لاضطربتم إضطراب الارشية [4] في الطوى [5]
البعيدة».
تأمّلات
1- سوابق الإمام عليه السلام
يشير الإمام عليه السلام باختصار إلى الشجاعة والبسالة التي أبداها في
الغزوات والمعارك الإسلامية وفي بعض المواضع الخطيرة كمبيته على فراش رسولاللَّه
صلى الله عليه و آله وما إلى ذلك ليذكر أولئك المرضى الذين يشكلون عليه بأنّه
لايخشى أية حادثة مروعة وقدخرج مرفوع الرأس من كل تلك الاختيارات والتمحيصات،
وعليه فسكوتي لايقوى دليلًا على ضعفي قط؛ وليس