responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 150

فقد قال عليه السلام:

«إلى أن بعث اللَّه سبحانه محمداً صلى الله عليه و آله لانجاز [1] عدته واتمام نبوته‌ [2]».

ثم أشار إلى شمة من فضائله والميثاق الذي أخذ من النبيين من قبله بالبشارة به‌

«مأخوذاً على النبيين ميثاقه مشهورة سماته‌ [3]، كريماً ميلاده»

ولعل العبارة الأخيرة إشارة إلى كرامة آبائه وأجداده، أو بركات ولادته التي عمت أرجاء العالم، فقد صرّحت بعض السير التأريخية بتهاوي أوثان الكعبة وانطفاء نار المجوس وجفاف بحيرة ساوة التي كانت تحظى بعبادة بعض الناس وتهدم قصور بعض الجبابرة تزامناً مع الولادة الميمونة للنبي الأكرم صلى الله عليه و آله وكل هذه الأحداث دلالة واضحة على بداية عصر جديد بانطلاقة شرارة التوحيد والوقوف بوجه كافة مظاهر الشرك والالحاد. ثم قال عليه السلام:

«وأهل الأرض يومئذ ملل متفرقة وأهواء منتشرة وطرائف متشتتة بين مشبه للَّه‌بخلقه أو ملحد في اسمه أو مشير إلى غيره».

«ملحد» من مادة «لحد» على وزن مهد بمعنى الحفرة الواقعة على جانب ومن هنا اطلق على مثل هذه الحفرة اسم اللحد، كما أطلق الالحاد على كل عمل يخرج عن حالة الاعتدال ويجنح نحو الإفراط والتفريط، ومن هنا نعتت الوثنية والشرك بالالحاد. وعليه فالمراد بقوله عليه السلام:

«ملحد في اسمه»

هو ما أشرنا إليه سابقاً من نعت الأصنام بأسماء اللَّه، على سبيل المثال كانوا يسمون أحد الأصنام باللات والآخر بالعزى والثالث بمناة، وهى الأسماء التي اشتقت على التوالي من أسماء اللَّه والعزيز والمنان، أو أن يكون المراد منها اضفاء صفات اللَّه على المخلوقين، ولا مانع من الجمع بين التفسيرين. ثم قال عليه السلام:

«فهداهم به من الضلالة وانقذهم بمكانه من الجهالة، ثم اختار سبحانه لمحمد صلى الله عليه و آله لقائه، ورضى له ما عنده، وأكرمه عن دار الدنيا ورغب به عن مقام البلوى» [4].


[1] «انجاز» من مادة «نجز» على وزن رجز بمعنى الانهاء وتحقيق الشي‌ء.

[2] الضمير في (نبوته) يعود إلى النبي، أمّا الضمير في (عدته) ففيه احتمالان: أن يكون عائداً على اللَّه أو عائداً على النبي، إلّاأنّ الأول أنسب، وذلك لأن بعثة النبي كانت وعداً إلهياً وعد بها نبي اللَّه إبراهيم الخليل عليه السلام وسائر الأنبياء، كما يحتمل أن يكون الضميران عائدين للَّه‌سبحانه.

[3] «سماته» جمع «سمة» بمعنى العلامة.

[4] إذا تعدت رغب بحرف في عنت الرغبة في الشي‌ء والاقبال عليه، بينما تعنى العزوف عن الشي‌ء والانصراف عنه، حيث يكون معنى العبارة أن اللَّه لم يرد لنبيه أن يعيش صعاب الدنيا أكثر من هذا الحد، فقبضه من هذا العالم الدني ليضمه إلى جواره في العالم العلوي.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست