responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 151

أجل فقد قبضه إليه قبض اختيار وكرامة

«فقبضه إليه كريماً صلى الله عليه و آله»

وقد ورث أمته ما ورثت الأنبياء من قبله اممها

«وخلف فيكم ما خلفت الأنبياء في اممها»

- فالأنبياء لم يتركوا اممهم من بعدهم سدى، بل أضاءوا له معالم الطريق ونصبوا عليهم الحجج‌

«إذ لم يتركوهم هملًا» [1] بغير طريق واضح ولا علم قائم»

. من البداهة أن يكون مراد الإمام عليه السلام من هذه العبارة ما ورد في حديث الثقلين الذي تواترت الروايات بشأنه حيث قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:

«إنّي مخلف فيكم الثقلين: كتاب اللَّه وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً وقد نبأني اللطيف الخبير إنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض». [2]

وبالطبع فانّ الإمام عليه السلام واصل حديثه في بحث جامع عن كتاب اللَّه (القرآن الكريم) إلّاأنّه لم يتطرق إلى العترة، حيث تعرض بصورة مفصلة- كما سنشير لاحقاً- إلى العترة في عدّة خطب من نهج البلاغة. ولعل عبارته عليه السلام:

«علم قائم»

في آخر كلامه إشارة إلى الأوصياء. على كل حال فان حرص الأنبياء على اممهم لم يقتصر على حياتهم، بل كانوا قلقين على مستقبلهم إلى حد يفوق قلق الوالد الشفيق حال احتضاره على ولده الصغير؛ ومن هنا يتعذر تصور ترك الأنبياء لاممهم دون استخلافهم لأوصياءهم عليهم لكي لا تذهب مساعيهم في إرشاد الامّة وهدايتها أدراج الرياح.

تأمّلان‌

1- الأديان قبل البعثة البنوية

لقد تضمنت عبارته عليه السلام إشارات مقتضبة عميقة المعنى بشأن أديان العرب وغير العرب في العصر الجاهلي وقبل البعثة النبوية. بحيث صرّح المؤرخون والمحققون بأنّ العرب وعلى غرار سائر الأقوام كانت تعيش عدّة أديان ومذاهب لا يحصى عددها إلى جانب الانحرافات والخرافات الجمة. وقد قال ابن أبي الحديد- الشارح المعروف لنهج البلاغة- بشأن أديان‌


[1] «هملًا» من مادة «همل» على وزن حمل بمعنى ترك الشي‌ء إلى جانب اهماله وعدم الاهتمام به.

[2] راجع كتاب «نفحات القرآن» المجلد التاسع للوقوف على أسناد حديث الثقلين وتواتره عند علماء الفريقين.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست