responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 127

هذا نموذج من التفسير بالرأي الذي ورد النهي عنه في الأحاديث والروايات على أنّه سبب السقوط والابتعاد عن اللَّه سبحانه.

فكلنا نعلم بأنّ التفسير بالرأي وتحميل الأحكام الذهنية المسبقة على الآيات والروايات يعدّ على الدوام من أهم الوسائل التي تمسك بها المحرفون والمتصنعون المتلبسون بالدين الذين لا يألون جهداً في توجيه الآيات القرآنية والروايات الإسلامية بما ينسجم ورغباتهم ونزعاتهم، كما نعلم بأنّ الباب لو فتح أمام تفسير الآيات والروايات بالرأي فسوف لن يبقى هناك من أصول مسلمة ومباني وأحكام قانونية ثابتة وسيصبح كل شي‌ء تابع للأفكار الخاطئة والأهواء الضالة لهذا وذاك، بل سيهجر الكتاب والسنة ويصبحان طينة بيد المنحرفين والمغرضين يصنعون منها ما شاءت أهوائهم ورغباتهم. ومن هنا طالعنا إصرار كبار محققي الإسلام والباحثين بضرورة استخدام القواعد المسلمة لباب الألفاظ في فهم معاني الكتاب والسنة. فالألفاظ لابدّ أن تحمل على معانيها الحقيقية، اللّهم إلّاأن تكون هناك قرائن جلية تدعو لحملها على المعاني المجازية؛ ويراد بها القرائن المقبولة لدى العرف والعقلاء الذين يستندون إليها في إقامة أدلتهم وبراهينهم‌ [1].

وأخيراً فان ذكر قصة ابليس وعاقبته كما وردت في عبارات الإمام علي عليه السلام لتنطوي على الدروس والعبر التي ينبغي أن تحتذيها البشرية في مسيرتها فينظروا بعين الاعتبار إلى نتائج الكبر والغرور وحب الذات والحمية والعاقبة المشؤومة لابليس وطرده من ماقم القرب لتلاحقه اللعنات والشقاء الأبدي، فتكون على حذر من سلوك هذا الطريق الخطير. ونختتم الحديث بما أورده العالم الجليل المرحوم مغنية في شرحه لنهج البلاغة فقد خلص إلى عدّة دروس من قصة ابليس منها:

1- من حسد صاحب فضيلة أو عادى إنساناً لرياسته وعمله فانّه على دين ابليس ومن رهطه يوم القيامة.

2- ليس هنالك من سبيل لمعرفة الدين والأخلاق الحميدة سوى سبيل واحد وهو


[1] راجع كتاب التفسير بالرأي لآية اللَّه مكارم الشيرازي بشأن هذا الموضوع.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست