responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 121

بالمرة فيطرد من حظيرة القرب الإلهي حتى أصبح من ألعن خلق اللَّه وأبعدهم عن رحمته بفعل تلك المعصية الخطيرة؛ غير أنّ هذه اللعنة والطرد من الرحمة لم تكن لتوقظه فتمادى في غيه وغروره واستناداً لسيرة المغرورين والمتعصبين من ذوي الأنفة والحمية فقد باشر عملًا قبيحاً آخر تمثل بتوعده باغواء آدم وذريته، ثم سأل اللَّه ويداقع اشباع غريزة غضبه وحسده النظرة إلى يوم القيامة ليرتكب معصية اخرى أفدح من سابقتها «قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى‌ يَوْمِ يُبْعَثُونَ» [1]. فاستجاب اللَّه له لثلاث؛ استحقاقاً للغضب، وإكمالًا لابتلاء العباد وتمحيصهم وأخيراً انجاز ما وعده به «فأعطاه اللَّه النظرة استحقاقاً للسخطة واستتماماً للبلية وانجازاً للعدة»، ولكن ليس على ضوء ما سأل، بل جعل لذلك أجلًا معيناً «فقال أنّك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم» [2]. أمّا ما المراد بيوم الوقت المعلوم فهناك كلام واختلاف بين مفسري القرآن ونهج البلاغة.

فذهب البعض إلى أنّ المراد بذلك انتهاء العالم وانقطاع مدّة التكليف (وعلى ضوء هذا المعنى فقد كانت الموافقة على بعض سؤال ابليس، لأنّه سأل النظرة إلى يوم القيامة بينما أجيب بالنظرة إلى ختام الدنيا). بينما ذهب البعض الآخر أنّ المراد بذلك زمان معيّن وهو انقطاع عمر ابليس؛ الأمر الذي لا يعلمه إلّااللَّه؛ وإلّا لو أعلنه آنذاك لكان إغراءً لابليس بالتمرد وارتكاب المعاصي. وأخيراً فقد احتمل البعض أنّ المراد يوم القيامة؛ لأنّ الآية الخمسين من سورة الواقعة عبرت باليوم المعلوم عن يوم القيامة «قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ* لَمجْمُوعُونَ إِلى‌ مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ». إلّاانّ هذا الاحتمال يبدو مستبعداً، لأنّه وعلى ضوء هذا التفسير قد استجيب لجميع طلباته، في حين يفيد ظاهر الآيات القرآنية أنّه لم يستجب إلّالبعض طلباته، أضف إلى ذلك فانّ الآية التي وردت في البحث قالت‌ «يوم الوقت المعلوم» بينما قالت الآية الواردة في سورة الواقعة «يَوْمٍ مَعْلُومٍ» فالآيتان متفاوتتان، وعليه فالتفسير الصحيح هو التفسير الأول أو الثاني. من جانب آخر فقد جاء في الحديث أنّ المراد بيوم الوقت المعلوم هو زمان ظهور إمام العصر والزمان المهدي (عج) والذي ينهي بدوره عمر ابليس‌ [3]. وبالطبع‌


[1] سورة الحجر/ 36.

[2] إشارة إلى آية 37 و 38 من سورة الحجر «قالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنْظَرِينَ* إِلى‌ يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلُومِ».

[3] تفسير نور الثقلين 3/ 14 ح 46.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست