responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 122

فان هذا لن يؤدي إلى اجتثاث جذور الذنب والمعصية عن العالم بالمرة وتنتفي قضية الطاعة والامتحان الإلهي؛ لأنّ العامل الأصلي إنّما يكمن في هوى‌ النفس الذي يبقى سائداً في الإنسان، بل حتى عامل انحراف الشيطان إنّما يعزى إلى هوى نفسه. [1]

تأمّلات‌

1- عظمة مقام الإنسان‌

إنّ الآيات القرآنية التي تناولت قضية سجود الملائكة للإنسان في عدّة سور لتشكل أحد الأدلة المهمّة على أن الإنسان يمثل أفضل موجود في عالم الخلقة وأشرف مخلوقات اللَّه سبحانه‌ [2]، كما تشير هذه الآيات إلى سجود جميع الملائكة دون استثناء وخضوعها لآدم عليه السلام، وهذا بدوره دليل واضح على أفضليته عليه السلام حتى على الملائكة، ويبدو أنّ الهدف من هذه التأكيدات القرآنية المستمرة الفات انتباه الإنسان إلى عظم شخصيته الإلهية والمعنوية؛ الأمر الذي يلعب دوراً مهماً في تربية النفس البشرية وتهذيبها وهدايتها.

2- كيف كان السجود لآدم؟

هناك عدّة أبحاث لدى المفسرين بشأن كيفية السجود، وهل يجوز السجود لغير اللَّه تعالى.

يرى البعض أنّ ذلك السجود لم يكن إلّاللَّه‌تعالى، غير أنّه حصل أمام آدم بينما كان معلولًا لخلق هذا الكائن العجيب؛ في حين ذهب البعض الآخر إلى‌ أنّ السجود كان لآدم، إلّاانّه لم يكن سجود العبادة المختص باللَّه تبارك وتعالى، بل كان سجود خضوع واكرام واحترام. وجاء في كتاب عيون الأخبار عن كتاب الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام أنّه قال:

«كان سجودهم للَّه تعالى عبوديةً ولآدم إكراماً وطاعة لكوننا في صلبه» [3]

. فالذي يستفاد من هذا الحديث أن‌


[1] لقد تكفلت المناجاة الثانية من المناجاة الخمسة عشر للإمام علي بن الحسين عليهما السلام ببيان كيفية تأثير هوى‌ النفس وكذلك تأثير الشيطان في انحراف الإنسان بصورة مفصلة.

[2] سورة البقرة/ 34 وسورة الاعراف/ 11 وسورة الاسراء/ 61 وسورة الكهف/ 50 وسورة طه/ 116.

[3] نور الثقلين 1/ 58.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست