responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 113

كان بلوغ الأهداف المرسومة يتطلب تشخيصاً وتمييزاً للحق من الباطل والصواب من عدمه وكافة المحسوسات المختلفة، فانّه يتحدث عن إحدى قوى النفس المهمّة والتي تعتبر في الواقع المرحلة الخامسة، ألا وهى قوة التمييز ولا يراد بها سوى المعرفة

«ومعرفة يفرق بها بين الحق والباطل»

. كما يتمكن بواسطة هذه القوة من تمييز المحسوسات من قبيل الأطعمة والأذواق و ...

«والأذواق والمشام والألوان والأجناس» [1]

. والواقع ان قدرة التمييز والتشخيص والمعرفة لمن أهم قوى الإنسان العقلية التي تشمل الامور المعنوية كالحق والباطل كما تشمل الامور المادية المحسوسة كالألوان والمشام والأذواق. فهل قوّة التمييز هذه هى قوة مستقلة، أم داخلة في مفهوم الذهن والفكر في العبارة السابقة؟ يبدو من كلامه عليه السلام أنّها قوّة مستقلة، جدير بالذكر أنّ الحديث تطرق لأربعة أصناف من الامور المادية والمحسوسة وهى: الأذواق، المشام، الألوان والأجناس التي تشير هنا إلى مختلف أنواع الموجودات‌ [2]. من قبيل مختلف أنواع النباتات، الطيور والحيوانات وما إلى ذلك، امّا عدم الإشارة إلى المسموعات (الأصوات) والملموسات فلأن بيان الأقسام الثلاث كان على نحو المثال، فذهن كل مستمع سينتقل إلى بقية ذلك من خلال الأقسام الثلاث المذكورة. ثم ينتقل الإمام علي عليه السلام ليشير إلى أهمّ خصائص الإنسان التي تشكل المصدر الرئيسي لأغلب ظواهر حياته فيقول:

«معجوناً [3] بطينة الألوان المختلفة»

. ولعل هذه العبارة إشارة إلى اختلاف ألوان الناس وأعراقهم المتفاوتة، أو اختلاف لون أجزاء البدن حيث إنّ بعضها تام البياض (كبياض العين والعظام) والآخر تام السواد (كالشعر) وسائر الألوان التي يكسبه خلطها جمالًا خاصاً، كما يمكن أن يكون المراد بها معنى أوسع بحيث يشمل سائر الاستعدادات والغرائز المختلفة. ثم أضاف الإمام عليه السلام قائلًا:

«والأشباه المؤتلفة»

من قبيل الأوردة والشرايين والأعصاب‌


[1] أنّ العبارة «والأذواق والمشام والألوان والأجناس» هى عطف على عبارة الحق والباطل، بينما عدها البعض عطفاً على المعرفة. في حين يفيد التأمل في كلامه عليه السلام أن المعنى الأول هو الأنسب. وعلى ضوء المعنى الأول فان قوّة التمييز المعرفة ستشمل كل هذه الامور، امّا على أساس المعنى الثاني فانّ المعرفة تعدّ من النعم الإلهية، كما أن قوّة الشامة والباصرة والذائقة هى نعمة اخرى (لابدّ من التأمل هنا).

[2] «الجنس» في اللغة بمعنى الأقسام والأنواع المختلفة، وهناك القرائن الواردة في خطب نهج البلاغة التي تدل على هذا المعنى ومنها الخطبة رقم 91.

[3] «معجوناً» حال للإنسان الذي ورد في العبارة السابقة.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست