responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 114

والعظام التي تشبه إلى حدّ بعيد بضها البعض الآخر، وفي‌نفس الوقت تقوم بعدة وظائف ومهام. وأخيراً قال عليه السلام:

«والاضداد المتعادية والأخلاط المتباينة من الحر والبرد والبلة والجمود» [1]

. والعبارة إشارة إلى الطبائع الرباعية المعروفة في الطب التقليدي، والأطباء المعاصرون وأن تنكروا لهذه الطبائع لفظاً، غير أنّهم اوردوها بتعابير اخرى من قبيل الاستعاضة عن الحرارة والبرودة بارتفاع ضغط الدم وانخفاضه، كما يصطلحون بزيادة ماء الجسم وقلته بدلًا من البلة والجمود.

على كل حال فان عبارات الإمام عليه السلام آنفة الذكر إنّما تشير إلى قضية مهمّة في أنّ اللَّه سبحانه قد خلق جسم الإنسان (بل جسمه وروحه) مركباً من مواد مختلفة وكيفيات متنوعة واستعدادات وغرائز متباينة، وأنّ هذه الفوارق والتباينات شكلت أساس التفاوت في أساليب التفكير لدى أفراد الجنس البشري؛ الأمر الذي أدى في خاتمة المطاف إلى تلبية مختلف حاجات الجماعات البشرية واشغال المناصب الاجتماعية على ضوء تلك الاستعدادات بحيث تنتظم الامور ويوضع كل شي‌ء في موضعه فيتسق النظام العام، ولا يسع المقام الخوض أكثر في تفاصيل هذا الموضوع.

تأمّلات‌

1- خلق آدم عليه السلام‌

نفهم من العبارات التي تضمنتها خطبة الإمام عليه السلام أنّ خلق آدم عليه السلام قد تمّ بصورة مستقلة متكاملة على هذه الصورة التي نحن عليها اليوم دون أن يطوي مراحل النشوء والارتقاء من الكائنات الحية المتسافلة؛ الأمر الذي أكده القرآن كراراً على لسان آياته الشريفة. طبعاً كلنا نعلم بأن «القرآن الكريم» وكذلك «نهج البلاغة» ليسا من قبيل كتب العلوم الطبيعية، بل هما كتابان تكفلا بهداية الإنسان وتهذيبه بالدرجة الأساس إلى جانب الإشارة حسب المقام وما


[1] يمكن أن تكون جملة «من الحر والبرد» بياناً للاخلاط المتباينة، أو للأضداد والأخلاط معاً.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست