responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 9  صفحه : 141

فلا خيمة في الصحراء، ولا خضرة، ولا نبات، ولا شجرة، سوى‌ بعض الأشجار البرية الجرداء التي تقاوم حرارة الصحراء، والتي لاذ بها البعض، ووضعوا قطعة من القماش على‌ إحداها وجعلوها ظلًا لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، إلّاأنّ الرياح اللاهبة تهب تحتها وتلفها بحرارة الشمس المحرقة.

وانتهت صلاة الظهر، وعزم المسلمون على‌ اللجوء إلى‌ خيامهم الصغيرة التي كانوا يحملونها معهم، بَيدَ أنّ النبي صلى الله عليه و آله أوعز لهم بالاستعداد لسماع بلاغ إلهي جديد يُوضح ضمن خطبة مفصلة، ولم يكن بمقدور البعيدين عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله رؤية وجهه الملكوتي وسط زحام الناس، لذا فقد صنعوا له منبراً من أربعة من أحداج الإبل، فارتقاهُ النبي صلى الله عليه و آله، وفي البداية حمد اللَّه واثنى عليه واستعاذ به، ثم خاطب الناس قائلًا:

«أيّها الناس: يوشك أن أُدعى‌ فأُجيب.

أنا مسؤول، وأنتم مسؤولون.

فكيف تشهدون بحقي؟

فصاح الناس: نشهد أنّك قد بلّغت ونصحت وجاهدت فجزاك اللَّه خيراً، ثم قال:

ألستم تشهدون أن لا إله إلّااللَّه، وأنّي رسول اللَّه إليكم، وأنّ البعث حق، وأنّ اللَّه يبعث من في القبور؟! فقالوا: نشهد بذلك، قال: اللّهم اشهد، ثم قال:

أيّها الناس أتسمعوني؟ قالوا: نعم، ثم عمّ السكوت الصحراء فلم يسمع إلّاصوت الريح، فقال صلى الله عليه و آله: فانظروا ماذا صنعتم بالثقلين من بعدي؟

فقال رجل من بين القوم: ما هذان الثقلان يارسول اللَّه؟!

قال صلى الله عليه و آله: أمّا الثقل الأكبر فهو كتاب اللَّه حبل ممدود من اللَّه إليكم، طرفه بيد اللَّه والطرف الآخر بأيديكم، فلا تدعوه، وأمّا الثقل الأصغر فهم عترتي وقد أخبرني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتى‌ يردا علي الحوض، فلا تتقدموهما فتهلكوا ولا تتأخروا عنهما فتهلكوا.

ونظر الناس إلى‌ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهو يلتفت حوله، وكأنّه يبحث عن أحد، ولما وقعت‌

نام کتاب : نفحات القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 9  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست