responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 9  صفحه : 140

النبي صلى الله عليه و آله، وكانت الأفئدة تمتلئ بالمعنويات ولم تزل اشعاعات هذه اللذة المعنوية وهذه العبادة العظيمة تنعكس في النفوس.

وكان أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الذين كان عددهم كثيراً للغاية لا تسعهم أنفسهم نتيجة لإدراكهم هذا الفيض والسعادة العظيمة [1].

ولم يكن أهل المدينة وحدهم الذين يرافقون رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في هذا السفر، بل كان المسلمون من مختلف بقاع الجزيرة العربية برفقته صلى الله عليه و آله لنيل هذا الفخر التاريخي العظيم.

وكانت شمس الحجاز تضفي على‌ الجبال والأودية حرارة لا تطاق، إلّاأنّ حلاوة هذا السفر المعنوي النادر كانت تيسِّر كل شي‌ء، وقد اقترب الظهر، وأخذت منطقة الجحفة، وصحراء «غدير خم» الجافة الرمضاء تبدو للعيان.

ومن هذا المكان الذي يتشعب إلى‌ أربعة طرق يفرق أهل الحجاز، فطريق يتجه إلى‌ الشمال نحو المدينة، وطريق إلى‌ الشرق نحو العراق، وطريق إلى‌ الغرب نحو مصر، وطريق إلى‌ الجنوب نحو اليمن، وهنا يجب أن تُطرح آخر المستجدات في هذا السفر، ويتفرق المسلمون بعد استلامهم لآخر حكم وهو في واقع الأمر كان خط النهاية في الواجبات الناجحة للنبي صلى الله عليه و آله.

كان ذلك في يوم الخميس من السنة العاشرة للهجرة، وقد مضت عشرة أيّام على‌ عيد الأضحى، وفجأة صدر الأمر من الرسول صلى الله عليه و آله إلى‌ الذين معه بالتوقف، ونادى‌المسلمون بأعلى‌ أصواتهم أصحابَهم الذين تقدموا الركب بالتوقف والعودة، وامهلوا المتأخرين حتى‌ يصلوا، وزالت الشمس وصدح صوت مؤذن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بالأذان: اللَّه أكبر، داعياً الناس إلى‌ صلاة الظهر، وسرعان ما استعد الناس للصلاة، إلّاأنّ حرارة الجو كانت إلى‌ الحد الذي اجبر البعض على‌ أنّ يغطي أرجله بقسم من ازاره ويستر رأسه بالقسم الآخر، وإلّا فإنّ حصى‌ الصحراء وأشعة الشمس ستحرق أرجلهم ورؤوسهم.


[1] ذكر البعض أنّ عدد الذين كانوا مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله 90 ألفاً، والبعض 112 ألفاً، وبعضٌ 120 ألفاً، وبعضٌ 124 ألفاً.

نام کتاب : نفحات القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 9  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست