إنَّ ذكر النساء بصيغة الجمع يدل على أنّ نساء مصر كُنَّ يُردنَ أن يُخرجنَ
يوسف عن جادة العفاف وليس امرأة عزيز مصر (زليخا) فقط، ويوسف عليه السلام كان
مستعداً لتقبل السجن برحابة صدر على الابتلاء بحبِّ نساء مصر له.
إنَّ الجملة الأخيرة من الآية السابقة تُشير إلى أنَّ العشق الملوّث بالإثم
والانحرافات الجنسية (على الأقل في كثير من الموارد) ناشيءٌ عن الجهل، الجهل
بالقيم المجبول عليها الإنسان، الجهل بالآثار القيمة للعفاف والطهارة والنزاهة،
والجهل بمردودات الإثم، وأخيراً الجهل بالأوامر والنواهي الإلهيّة.
وكما نرى في قصة يوسف بوضوح أنّ السبب الأساسي في ارتكاب الجريمة من قِبَلِ
[1]. يقول الرسول الأكرم صلى الله
عليه و آله: «من عمل على غير علم كان ما يُفسدُ أكثر ممّا يصلح». (مشكاة الأنوار،
ص 135).