إنّ الآية الاولى بعدما أشارت إلى ماضي بعضٍ من الأقوام السالفة (مثل قوم
لوط وشعيب والفراعنة) ونزول أنواع من العذاب عليها، قالت: «وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِىَ
ظَالِمَةٌ» ثم قالت في النهاية: «إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ» ثم قالت: «إِنَّ فِى ذلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ
عَذَابَ الْآخِرَةِ» أي في قصص الأمم السالفة
وعقابهم ونزول العذاب عليهم آية واضحة لمن خاف عذاب الآخرة.
لقد جاءت مفردة «آية» نكرة، وذلك للاشارة إلى عظمة وأهميّة هذه الآية الإلهيّة
ودور العبرة فيها، والتعبير ب «لِمَنْ
خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ» إشارة إلى
الأرضية المُعدَّة للمعرفة عند أولئك الذين يخافون من عذاب الآخرة.
أمّا أولئك الذين لا يخافون عذاب الآخرة فلا يدركون علاقة هذه الذنوب بأنواع
العذاب الإلهي، إنّهم يعدون العذاب أمراً قهرياً وجبرياً، أو يرجعون أسبابه إلى
حركة الأفلاك